السمنة هي مشكلة صحية خطيرة، معترف بها رسميا من قبل الجمعية الطبية الأمريكية كمرض يرتبط مع العديد من الأمراض المصاحبة الطبية وزيادة خطر الوفيات، وانتشاره يتزايد في جميع أنحاء العالم.
هذا السيناريو موجود أيضا في البلدان الناطقة بالعربية، وخاصة الإناث، تتأثر بشدة بالبدانة، وفي مقدمتها الكويت ومصر والإمارات والبحرين والأردن والمملكة العربية السعودية.
وحول هذا الموضوع، أجرت مجموعة من المحققين من قسم التغذية وعلم التغذية في جامعة بيروت العربية في لبنان وزملاؤهم من مستشفى فيلا غاردا في فيرونا - إيطاليا مراجعة منهجية نشرت مؤخرا في مجلة جورنال أوف كيرنت ديابيتس ريفيوس، التي تهدف إلى تقييم فعالية البرامج المتاحة لتعديل نمط الحياة في إدارة الوزن في الدول العربية.
وقد استوفت ست دراسات أجريت في الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين معايير الإدراج. والمثير للدهشة أن معظم الدراسات أظهرت عدم وجود انخفاض كبير في وزن الجسم على المدى الطويل.
ويعلق الباحث الرئيسي الدكتور مروان الغوش، الطبيب في التغذية السريرية من مستشفى فيلا غاردا، والأستاذ الزائر في جامعة بيروت العربية قائلا: "على الصعيد العالمي، تعتبر برامج تعديل نمط الحياة مع توصيات محددة بشأن النظام الغذائي وممارسة الرياضة حجر الزاوية من إدارة الوزن، كما تبين أن تحديد التحسينات في الأمراض المرتبطة بالوزن المرضية ذات الصلة ونوعية الحياة، ولذلك يوصى بأن العلاجات الاختيار الأول من خلال المبادئ التوجيهية الدولية ". ومع ذلك، يؤكد أن بعض العوامل الرئيسية قد تكون متورطة في التباين بين النتائج الدولية (الولايات المتحدة وأوروبا) وتلك المستمدة من البلدان الناطقة بالعربية فيما يتعلق.
"أولا، استنادا إلى نتائجنا، لاحظنا وجود ضعف منهجي كبير في التكيف عبر الثقافات وتطوير العلاجات، وليس مع الأخذ في الاعتبار اللغوية والاجتماعية والاقتصادية، وثانيا، لم تعتمد أي من الدراسات المدرجة في المراجعة المنهجية لدينا على الإشراف المباشر من قبل الخبراء السريريين في نمط الحياة سواء قبل أو أثناء تنفيذ البرنامج، وثالثا، هناك قيود تقليدية على خيارات نمط الحياة في البلدان العربية، ولا سيما هناك بعض المعوقات الاجتماعية والثقافية التي تحول دون تطور الأنماط الصحية الصحية للإناث.
ويخلص الدكتور الغوش إلى أن هناك حاجة ماسة إلى دراسات مستقبلية لتحسين وتصميم برامج جديدة فعالة لهذه المنطقة، مع مراعاة العوامل عبر الثقافات (اللغوية والاجتماعية والثقافية) المعنية والحاجة إلى إشراف الخبراء قبل وأثناء التدخل.
وتحقيقا لهذه الغاية، سيكون من الحيوي تحديد واستنباط استراتيجيات للتغلب على الحواجز التقليدية التي تحول دون المشاركة والالتزام ببرامج تعديل نمط الحياة، لا سيما بين الإناث. وأخيرا، هناك حاجة إلى إجراء بحوث أكثر وأكثر قوة بشأن تعديل نمط الحياة لفقدان الوزن في البلدان الناطقة بالعربية، بهدف وضع برامج علاجية فعالة لهؤلاء السكان.