الأغا لـ"الطبيب": مرحلة "مقاومة الانسولين" فرصة لتعديل نمط الحياة.. و14 نوفمبر تضامن عالمي لمواجهة "السكري"
الأربعاء 08 ربيع الثاني 1444 هـ - الاربعاء 2 نوفمبر 2022 م 05:16:45 AM
حاوره : محمد داوود:
يحتفل العالم في 14 نوفمبر الجاري بيوم التوعية بداء السكري بهدف تسليط الضوء على المرض ومسبباته والوقاية منه.
"الطبيب" التقت أستاذ واستشاري الأطفال وغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا لتسليط الضوء على هذا اليوم وأهميته.
وفيما يلي نص اللقاء:
⁃ حدثنا عن أهمية اليوم العالمي لداء السكري ؟
** اليوم العالمي للسكري هو يوم تحتفل به جميع دول العالم من خلال إقامة الأنشطة والفعاليات المختلفة للتوعية بداء السكري ومضاعفاته وكيفية الوقاية منه باعتباره مسألة من مسائل الصحة العامة على المستوى العالمي ، وما يجب القيام به سواء كان بشكل جماعي أو فردي من أجل تحسين الوقاية والتشخيص والتدبير العلاجي للحالة المرضية ، كما يهدف هذا اليوم إلى دعوة جميع أفراد المجتمعات إلى اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والمحافظة على الوزن في الحدود الطبيعية ، لأن السكري النمط الثاني غير المعتمد على الانسولين بدأ يزحف بشكل لافت للنظر ، وأبرز مسبباته السمنة التي ترفع مع مرور الوقت احتمالات التعرض للسكري النوع الثاني ، وبجانب كل ذلك فأن اليوم العالمي للسكري رسالة انسانية وتوعوية للجميع بأن مخاطر داء السكري لا تتوقف على المرض نفسه بل تمتد مضاعفاته على أعضاء حيوية أخرى في الجسم لتشمل الكليتين والعينين والوصول إلى بتر الأطراف.
اختيار اليوم العالمي
⁃ كيف تم اختيار اليوم العالمي لمرض السكري ؟
** تم تحديد اليوم العالمي للسكري في عام 1991 من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية نتيجة المخاوف الكبيرة والتهديد الصحي الذي يشكله مرض السكري ، ويتم الاحتفال به كل عام في 14 نوفمبر ، وهو يوم عيد ميلاد العالم فريدريك بانتينج ، الذي شارك في اكتشاف الأنسولين مع تشارلز بيست في عام 1922 وهذا العقار بالطبع أنقذ أرواح الملايين من البشر ، كما لا يفوتني بهذه المناسبة أن أنوه بأن العالم أحتفل موخراً بمرور 100 عام على اكتشاف عقار الانسولين الذي بفضل الله أنقذ الملايين من المصابين بداء السكري (خصوصاً النوع الأول منه) من الموت المحقق ، إذ تم اكتشاف عقار الانسولين على يد الطبيب الكندي فريدريك بانتنج ومساعده تشارلز بيست عام ١٩٢١ م في مدينة تورونتو الكندية ، وطوال الـ 100 عام شهد هذا العلاج تطورات كبيرة سهلت تعايش مرضى السكري مع مرضهم بشكل آمن .
حقائق عالمية للسكري
⁃ ما هي أبرز الحقائق العالمية عن داء السكري ؟
** بالطبع هناك العديد من الحقائق العالمية عن داء السكري ، وهي:
1. فرد من كل 11 بالغ أي 463 مليون كانوا مصابين بمرض السكري العام الماضي، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 578 مليون بحلول عام 2030.
2. 50٪ من البالغين المصابين بالسكري لا يتم تشخيصهم، ومعظمهم مصابون بالنوع الثاني من داء السكري.
3. 80٪ من مرضى السكري تقل أعمارهم عن 65 عامًا.
4. التشخيص المبكر مهم جدًا لجميع أنواع مرض السكري ، فذلك يقلل من مخاطر حدوث مضاعفات متغيرة للحياة لاحقًا.
علاج داء السكري
⁃ هل توصل الباحثون إلى علاج داء السكري ؟
** قبل أن أجيب على هذا السؤال أوضح أن هناك نوعان للسكري الأول المعتمد على الانسولين ، والنوع الثاني المعتمد على الحبوب .
والتطورات الأخيرة التي شهدها مجال داء السكري هي موافقة الولايات المتحدة على عقار السكري يؤخذ كحقنة مرة واحدة أسبوعياً، وهو مخصص للنوع الثاني وليس النوع الأول، إذ سمح لهذا العقار بالاستخدام من عمر 10 سنوات مع الحمية والرياضة وتنزيل الوزن ، فهو يحسن من مستويات السكر في الدم عن طريق خلق نفس التأثيرات داخل الجسم لمركب يسمى مستقبلات الببتيد الشبيهة بالجلوكاجون، ويكون غالباً في مستويات غير كافية لدى مرضى السكري من النوع الثاني، ويبطئ العقار عملية الهضم، ويمنع الكبد من إنتاج الكثير من الجلوكوز ويساعد البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين عند الحاجة.
وهذا العقار يُعرف علمياً باسم Bydureon، وقد سبقه علاجان معروفان باسم victosa وsaxsinda وكلا العقارين سمح للأطفال المصابين بالسكري النوع الثاني باستخدامهما.
مرحلة مقاومة الانسولين
⁃ هل هناك علامات أو مؤشرات تحدث للفرد قبل مرحلة الإصابة بداء السكري النمط الثاني المرتبط بالسمنة؟
** نعم سؤال مهم للغاية ، هناك مرحلة تسمى بـ"مقاومة الإنسولين" التي تشكل علامة تحذيرية لمقدمات الإصابة بداء السكري2 ، وفرصة تصحيحية لنمط الحياة ، إذ إنه خلال شهور مع إتباع النصائح الصحية قد يتحسن الوضع الصحي لدى الفرد ولا يصل إلى مرحلة " مقاومة الانسولين" ، مع التنوية بأن " مقاومة الانسولين" تحدث عندما لا يستجيب الجسم للإنسولين جيدًا، ويكون الجلوكوز أقل قدرة على دخول الخلايا، وفي هذه الحالة يواصل البنكرياس ضخ المزيد من الإنسولين لكن الجلوكوز يظل يواجه صعوبة في الوصول إلى الخلايا؛ ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم ، وعندما تصبح خلايا الجسم مقاومة للإنسولين يلزم المزيد من الإنسولين للقيام بالوظيفة نفسها، ويُعرف أيضًا باسم انخفاض مستويات السكر في الدم ، ويحتاج الشخص المصاب بمقاومة الإنسولين إلى إنتاج المزيد من الإنسولين بعد تناوُل الوجبة، وإلا فلن يتمكن من تخزين السكر واستخدامه بشكل صحيح. ويمكن للجسم إنتاج الكثير من الإنسولين من تلقاء نفسه ، وهناك نقطة تحوُّل حرجة؛ إذ تصبح خلايا الجسم مقاومة للإنسولين لدرجة أنها تفقد السيطرة على نسبة السكر في الدم ، والأشخاص المصابون بمقاومة الإنسولين قد يصابون بحالة جلدية؛ إذ تظهر بقع مخملية داكنة على الظهر والرقبة والفخذ والإبط، كما أن الأشخاص المصابون بمقاومة الإنسولين قد يشعرون بالعطش أكثر من المعتاد.
وللوقاية من مقاومة الإنسولين يجب تناول الطعام الصحي، والحد من الوجبات السريعة، والحرص على ممارسة التمارين الرياضية، والتخلص من دهون البطن، وتجنب التدخين، وتجنب التوتر، والنوم الصحي بإعطاء الجسم كفايته من ساعات النوم.
نصيحة لمرضى السكري
⁃ كلمة أخيرة لمرضى السكري ؟
** أهم النصائح هي التقيد بالارشادات الصحية التي وجهت لهم من الأطباء سواء ما يتعلق بالأغذية الصحية أو ممارسة الرياضة لتفادي زيادة الوزن والسمنة ، وقياس نسبة سكر الدم عدة مرات في اليوم ، فكل هذه الأمور تساعد في ضبط نسبة سكر الدم ، والابتعاد عن العوامل المسببة للتوتر والقلق.
كما أنصح الأصحاء غير المصابين بالسكري بتجنب الأكل غير الصحي ، والحرص على ممارسة الرياضة ، والحد من تناول الوجبات السريعة ، واستبدال المشروبات الغازية بالعصائر الطازجة غير المحلاة ، والحرص على النوم الصحي ، والحد من استخدام التقنيات وخصوصًا الألعاب الالكترونية.