ففي دراستهم المنشورة في مجلة الفيزيولوجي والتغذية والأيض التطبيقي الشهر الماضي، قاس فريق البحث شهية ومستوى هرمون الغرلين في دماء عدد من الرياضيين، ثم أخضعوهم لتمرينات تشمل الجري وركوب الدراجة، وقاسوا شهيتهم ومستوى الغرلين خلال ممارستهم للنشاط الجسدي.
والغرلين هرمون اكتُشف عام 1999 وتفرزه خلايا إبسيلون في البنكرياس، وهو يبطئ معدل الأيض وتحفيز الشهية لتناول الطعام. ولاحظ الباحثون انخفاض مستوى هذا الهرمون في الدم أثناء ممارسة الرياضة، إضافة إلى تراجع الشهية، مما يعني أن النشاط الجسدي يكبح شعور الإنسان بالجوع ويقلل قابليته لتناول الطعام.
وخلال القرن الماضي ازدادت الغذاء التي تناولها، الأمر الذي ترافق مع تراجع مستوى نشاطنا الجسدي نتيجة استعمال وسائل الرفاهية من سيارات ومصاعد. كل هذه العوامل أدت إلى ارتفاع معدلات الوزن الزائد والسمنة وتحولها إلى وباء.
فوفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية تضاعفت معدلات البدانة عالميا منذ عام 1980، وفي عام 2008 بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن 1.4 مليار إنسان، منهم 40 مليون طفل تحت سن الخامسة.
وترتبط زيادة الوزن بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وداء السكري والتهاب المفاصل والسرطان، كل ذلك يجعل تطوير إستراتيجيات للأفراد لمساعدتهم على التحكم بأوزانهم أمرا غاية في الأهمية.
وبينما يشكل التحكم في كمية الغذاء البند الأول في السيطرة على الوزن، تأتي ممارسة الرياضة في نفس الدرجة وعلى ذات القدر من الأهمية، فالأنشطة الجسدية ترفع معدل الأيض وتقوي العضلات والعظام، كما تكافح الاكتئاب والتوتر، وهي أمور تساعد السيطرة عليها في إطالة أعمارنا وتحسين نوعية حياتنا.
وتنبع أهمية هذه الدراسة من تأكيدها على الدور الذي تلعبه الرياضة في كبح الشهية، وهو تحد يجابه الأفراد الذين يحاولون إنقاص أوزانهم، وهذا يعني أن دمج النشاط الجسدي مع الحمية الغذائية سيؤدي إلى نتائج أفضل على الصعيدين الصحي والسلوكي.