الطبيب - متابعات:
السياحة الصحية، من السياحات الناشطة في لبنان، وتتطور بحسب تطور الخدمات الصحية والطبية، اذ لطالما أطلق على لبنان “مستشفى الشرق الاوسط” لما لقطاع الصحة من مستوى متقدم ينفرد به بين دول المنطقة.
السياحة الصحية تهدف في الأساس للعلاج من الأمراض أو إجراء عمليات جراحية معقدة تتطلب الدقة والخبرات العالية، حيث يتوفر في لبنان أهم المراكز الطبية الذائعة الشهرة في منطقة الشرق الاوسط بسبب امتلاكها أحدث التجهيزات الطبية والعلمية المتوفرة في أهم المراكز الطبية في أوروبا والولايات المتحدة الاميركية.
ويعتبر لبنان من الدول المتقدمة في المصحات العلاجية، التي منها على سبيل المثال التدرن الرئوي ومواقعها في الجبال ومنها “مصح بحنس” في المتن الذي افتتحه المتصرف العثماني أوهانس باشا سنة 1909 كمصح لمرضى السل، أما اليوم فيضم العديد من الاقسام الطبية وخصوصا مركز إعادة التأهيل الفيزيائي ومدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة من الشلل الرباعي عند الأطفال وغسل الكلى وهو يعتمد بشكل خاص كمصح علاجي ولكل أمراض العظم والشيخوخة. كما يوجد مصحات للمعالجة من الادمان على المخدرات، وأخرى للامراض النفسية ودور العجزة والمسنين.
واليوم، ومع التطور الثقافي والاقتصادي الذي تشهده شعوب المنطقة ما انعكس تغيرا في أنماط معيشتها حتى أخذت السياحة الصحية التجميلية او الترميمية موقعا بارزا جدا بين كل انواع السياحة الصحية لما تفردت به بعض المستشفيات من عناية صحية مميزة ومهارة الأطباء وحرفيتهم، حيث يقدم عدد منها العلاجات الطبية والعمليات التجميلية للبنانيين ولغير اللبنانيين، ما جعل لبنان مقصدا للسياحة الصحية من مختلف بلدان الشرق الأوسط.
وأوضح مستشار وزير الصحة الدكتور بهيج عربيد في اتصال مع “الوكالة الوطنية للاعلام” أن “لبنان هو بحق مركز الشرق الاوسط الاستشفائي بسبب التخصصات الصحية وخاصة في طب العظام ومعالجة العمود الفقري، الى زراعة الاعضاء ومشاكل القلب والشرايين اضافة الى العلاج المتقدم بالنسبة للمنطقة في الامراض السرطانية، حيث يأتينا المرضى سنويا بالالاف وخاصة من الدول العربية المجاورة، الا انه وللاسف في السنوات الأخيرة تقلص عدد الخليجيين فتراجعت حصة السياحة الاستشفائية والتي تقتصر اليوم على العرب الاردنيين والعراقيين ومن بعض الدول الافريقية”.
وأشار الى ان “مجلس الوزراء أصدر في شهر تموز من عام 2001 مرسوما يقضي بإنشاء الهيئة الوطنية لإنماء السياحة الصحية، تضم ممثلين عن وزارات الصحة والسياحة والبيئة والإعلام، بالإضافة إلى نقابات الأطباء والمستشفيات والفنادق وشركات السياحة والسفر والتأمين. وتضع الدوائر الرسمية اللبنانية المختصة هذه السياحة في مقدمة اولوياتها، حيث تنتشر المراكز الإستشفائية في مختلف المناطق اللبنانية، وهي تقدم خدمات طبية متطورة، فضلا عن “دور العجزة” والمسنين والأيتام لمساعدة هؤلاء المحتاجين والإعتناء بهم”.
اقرأ أيضاً : بعد تقاعس الدولة: شباب متطوعون يحيون السياحة في بعلبك!
ويوجد في لبنان أكثر من 70 اختصاصا طبيا، وأكثر من 12 ألف طبيب في مختلف الإختصاصات. ويضم القطاع الإستشفائي اللبناني 161 مستشفى منها 7 مستشفيات جامعية بعضها تم اعتماده عالميا، وهي تحتوي على 15 ألف سرير، فضلا عن 13 ألف غرفة فندقية، وأطباء لبنان متخرجون من 46 دولة بما فيها لبنان.
يذكر أن العديد من المستشفيات والمراكز الصحية في لبنان حائزة على شهادة الجودة العالمية (ISO 900)، وبعضها يستقبل مرضى من ذوي الحالات الصعبة مثل: عمليات القلب المفتوح والنخاع الشوكي وزرع الأعضاء، بالإضافة الى عمليات التجميل والتنحيف وسحب الدهون والعلاج الفيزيائي وأمراض الأطفال وغيرها.