ولاسيما أن أوجاع الرأس لا تعد مرضاً بل مؤشراً على مرض يمكن ان يكون خطيراً.
وميز الدكتور بلال محمد غانم طبيب الجراحة العصبية بين أنواع الصداع الأكثر شيوعاً وخاصة ذاك الناشئ عن اضطراب في الفقرات وخلل في الجهاز الرأسي العجزي الى جانب صداع التوتر والشقيقة والصداع العنقودي والصداع الذي تسببه آفات العين والأنف والأذن وأورام الدماغ قائلاً.. //إن آلام الرأس سبب شائع لمراجعة عيادات الاطباء علما ان هذه الأعراض تلاحظ في جميع الأعمار منذ الطفولة المبكرة وحتى الكهولة المتأخرة//.
وعن الأسباب أشار الطبيب حسبما أوردت "سانا" الى أسباب وعائية متعلقة بالأوعية والدموية وتتمثل خصوصا//بارتفاع الضغط//فيما تتعلق اسباب اخرى بالأعصاب القحفية كالعصب الخامس والتاسع ومثلث التوائم والعصب البلعومي اللساني اضافة الى ما ينتج عن آلام المفصل الفكي الصدغي وتناول انواع معينة من الطعام وبذل جهد جنسي زائد موضحا ان ثمة شكلا توتريا للصداع يدعى صداع التشنجات العضلية الناجم عن القلق والاكتئاب والتشنج العضلي في منطقة الرأس والعينين والعنق وهو وراثي غالبا وأكثر شيوعا عند النساء.
واضاف غانم أن //أحد انواع الصداع ناتج عن ارتفاع التوتر الشرياني ويكون حادا لدرجة يصفه المريض بقوله ان //رأسه سينفجر// الى جانب الصداع الذي يشمل الالتهابات المؤثرة على البنى الحساسة للألم في الدماغ كالتهابات السحايا والدماغ وشرايين الدماغ والصداع الناشئ عن وجود أورام أو تجمعات دموية أو التهابية مزمنة داخل المخ والذي قد يصاحبه قيء وتشوش بصري جراء ارتشاح في قاع العين أو خلل في عضلات المقلة//.
ولفت إلى أن هناك نوعا من الصداع ينشأ من اختلال الموجا الكهربية للمخ وعدم انتظامها ولا يمكن تشخيصه إكلينيكيا إلا بمساعدة رسم المخ الكهربي والتهاب الأوردة الدماغية مع الخثرات التي تصيبها مبينا ان للجيوب الأنفية دورا في التسبب بالصداع وهي عبارة عن كهوف هوائية موجودة داخل عظام الرأس في مقدمة الجبهة وقاع الجمجمة وعظام الوجه وعند التهاب الغشاء المخاطي فيها ينتج بداخلها ما يسمى بالتجمع الصديدي ويختل ضغط الهواء بها ما يؤدي إلى آلام شديدة مستمرة بالدماغ قد لا يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة إذا كان الالتهاب من النوع المزمن في حين انه يلزم لتشخيصه إجراء تصوير شعاعي وفحوص لكل جيب مشتبه فيه.
واكد الدكتور غانم أن هناك أنواعا من الصداع تأتي على هيئة انذار من اجهزة الرأس فاختلال البصر يؤدي إلى ألم في موءخرة الرأس وكذلك ارتفاع الضغط داخل العين أو المياه الزرقاء تؤدي إلى صداع شديد كما يوجد نوع من الصداع البسيط الذي يعانيه المريض نتيجة وجود حمى كما في حالات الأنفلونزا في حين يعد عسر الهضم والإمساك من أسباب آلام الرأس التي يسهل علاجها.
وعن الصداع الذي تسببه آفات الأسنان والتهاب الفكين وخصوصا السفلي اوضح انه// يسبب ألما عند التهابه يظهر عند المضغ ويتحول صداعا شديدا على جانبي الرأس//مشيرا الى ان التهاب الفقرات العنقية يسبب آلاما بالرقبة مع تيبس وتقلصات يمتد احيانا لمؤخرة الرأس علما انه يندرج في هذا الشكل من الصداع آفات الأوعية الدماغية كالنزوف ونقص التروية وأمهات الدم ما يؤدي لصداع في أحد جانبي الرأس /الصداع النصفي او الشقيقة/ المصاحب بالرغبة في الاقياء والميل إلى الهدوء واظلام المكان.
ولفت الى ان الشريانين على جانبي الرأس معرضان للالتهاب حيث يظهران وينفران مع نبضات شديدة تسبب الام الرأس في نوبات حادة وتكون منطقة الصدغ شديدة الحساسية فلا يتحمل المريض لمسها مشيرا الى ان الشقيقة شكل شائع للصداعات الوعائية ويمكن ان ترتبط بالنشاط التناسلي عند المرأة وتظهر سريريا بهجمات مختلفة الشدة والمدة بين معتدل إلى شديد وقد تحدث مرة سنويا أو عدة مرات أسبوعيا ولكنها لا تحدث يوميا بينما تتراوح مدة الهجمة بين 4 إلى 24 ساعة فعند تجاوز ذلك تبدأ ما يسمى بالحالة الشقيقية.
وقسم الدكتور غانم الشقيقة إلى عادية ومختلطة تتمثل الاولى بصداع نابض عاصر وحيد الجانب و قد ينتقل إلى الجهة المقابلة مع غثيان وإقياءات وإسهال ودوار ورجفان في اليدين ورهاب خوف من الضوء والصوت وتعرق وقشعريرة وتظهر علامات الشحوب والوهن على المريض مع يدين باردتين ومضض وألم عند جس فروة الرأس مبينا ان نوع الشقيقة يترافق مع ما يسمى النسمة وهي مؤشر على قرب بدء النوبة حيث تستمر مرحلة النسمة من 15 إلى 30 دقيقة وهي المرحلة المثالية لإجهاض نوبة الشقيقة ثم تأتي مرحلة الصداع تليها مرحلة ما بعد الصداع.
وأهم أعراض النسمة بحسب الطبيب الأعراض البصرية حيث يحدث توهج أو تعتم في الساحة البصرية أو انكسار لخط النظر او تعرج للصور أمام العين وقد تحدث هلوسات سمعية وبصرية أواضطرابات حسية وجميعها يجب ان تخضع لتقصي القصة العائلية.
واشار الجراح العصبي إلى أن الشقيقة المختلطة تشمل الشقيقة العينية التي تترافق بأعراض شلل عيني مع انسدال أجفان وإصابة الأعصاب القحفية العينية مع ضعف في العضلات المحركة للعين موضحاً أن شقيقة الشريان القاعدي تظهر سريريا بدوار وطنين في الأذنين واضطرابات نطق وتوازن وإغماء وهي اعراض قد تستمر من 6 إلى 8 ساعات ويصيب هذا النوع بحسب الطبيب الشابات في العشرينيات من العمر واليافعين وينبغي تفريقه عن التشوهات الوعائية الدماغية وأورام الدماغ وأمهات الدم الدماغية.
وختم الدكتور غانم بالتطرق الى الصداع العنقودي الذي يصيب المريض على شكل نوبات متتالية كحبات العنقود وتستمر من عدة أسابيع إلى عدة أشهر مع فترات هجوع لأسبوعين أو أكثر.
وقال.. إن الشكل المزمن من هذا الصداع قد يستمر لسنة أو أكثر دون فترات سكون أو هجوع ويشكل المصابون بهذا الصداع من الرجال نسبة 90 بالمئة ويبدأ عادة في العشرينيات إلى الثلاثينيات من العمر وهو نادر عند الأطفال.