2011-11-24 09:35:12
كتبت : منى محمد على أكد د.فهمي خطاب أخصائي جراحة بالمستشفى الميداني بميدان التحرير أنه رغم كل الإدعاءات التي تؤكد أن الغازات المسيلة للدموع غير مضرة على الإنسان إلا أن العديد من الأبحاث العلمية الموثقة أكدت أن كثرة التعرض لهذه الغازات سواء من حيث الكمية أو المدة تجعلها شديدة الخطورة
وترفع من نسبة السموم في الجسم بشكل طردي مخيف ففي كثير من الأحيان قد تؤدي للوفاة. وتختلف هذه الغازات اختلافا كليا عن غازات الأعصاب التي تستهدف في الأساس الجهاز العصبي للإنسان المسؤول عن نقل إشارات المخ لباقي أعضاء الجسم، وغالبًا يسبب الوفاة في دقائق معدودة . وأشار دكتور خطاب إلى أن الغاز الذى أستخدم ضد متظاهرى التحرير هو النوع cs وهو أخطر أنواع الغازات الثلاثة. وأوضح الدكتور فهمى خطاب لجريدة الطبيب أن الغازات المسيلة للدموع تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية :
اولها غاز cn، وهو معروف علميا باسم كلورواسيتوفينونى ( C8h7cl) ،وله أسم مختصر هو mace ، ويعتبر هذا الغاز من أوائل الغازات المسيلة للدموع فى العصر الحديث فقد تم تصنيعه للمرة الأولى عام 1871على يد العالم الألماني كارل فان جرابى واستخدم بشكل كبير فى الحرب العالمية الأولى ، ورغم تأثيره القوي إلا أنه أقل استخدامًا الآن بسبب احتوائه على العديد من السموم، وبنسب أعلى عشر مرات على الاقل من غاز" cs" ، ويتصف هذا الغاز بأنه يتصاعد عند درجة حرارة 54 مئوية، لا يبقى طويلا في الجو، رائحته مثل زهرة التفاح ، وعن تأثيره يقول خطاب أنه يؤدى إلى إثارة الغدة الدمعية وإثارة الجيوب الأنفية بشدة مما يؤدي للعطس المتكرروالقيء ، وأعراضه الجانبية هى إلتهاب الجلد ومضاعفات حادة في الجهاز التنفسي والقيء الحاد والذي قد يسبب الوفاة والتسمم ، ويباع بشكل جيد بين الدول النامية، متوافر في كل الأشكال،وفى الطلقات الصغيرة والقنابل اليدوية والقنابل التي تطلق من البنادق المجهزة وأخرى للبنادق التقليدية حيث يتم تركيب جزء إضافى لها لتعمل كمنصة إطلاق لهذه القنابل .
وعن قانونية استخدامة يقول خطاب لا يتم استخدامه بشكل واسع بسبب ارتفاع نسبة السموم فيه وتسببه في وفاة خمسة أشخاص على الأقل.
أما الغاز الثانى " C10h5cn2 " cs والذي يعرف علميا بأسم أورثو-كلوروبينزيليدينى مالونيتريلى، فقد تم تطويره عام 1928 بواسطة "بين كورسين " و "روجر ستوتين " وأختصر بالحرف الاول لكل من اسم العالمين وأصبح فى الولايات المتحدة منذ عام 1969 بديلا لغاز cn ، ولكن هذا الغاز ليس غازا فى الواقع بل هو حبيبات صلبة لا تذوب في الماء مما يصعب من إمكانية تنظيف الهواء منها ويجعلها تنتشر لمدة أطول،كما أنها قابلة للإشتعال لكنها تتمتع بخاصية غريبة حيث يمكن للمتعاملين معها التحصن منها بعد التعرض الطويل لها ،ومواصفات هذا الغاز أنه يتصاعد عند درجة حرارة 93 مئوية، ورائحته مشابهة لرائحة الفلفل،أما تأثيره فهو مثل تأثير الغازالسابق. وعن أعراضه الجانبية فهى إلتهاب الجلد و مضاعفات حادة في الجهاز التنفسي والقيء الحاد والذي قد يسبب الوفاة و التسمم بسبب تفاعل مركبي الكلوروبينزيليديني والمالونيتريلي لتكوين مركب "السيانيد " شديد السمومة طبقاً للعديد من المراكز الطبية وآخرها كان مركز الطب الوقائي والصحة التابع للجيش الأمريكي . ويباع بشكل جيد بين الدول النامية فهومتوفر في كل الأشكال للطلقات الصغيرة ، والقنابل اليدوية والقنابل التي تطلق من البنادق المجهزة وأخرى للبنادق التقليدية و يتم تركيب جزء إضافى لها لتعمل كمنصة إطلاق لهذه القنابل .
وعن مدى قانونية إستخدامه لا يفترض إستعماله إلا في حالات الحرب طبقًا لمعاهدة الأسلحة الكيماوية الموقعة عام 1997 والتي رفضت مصر التوقيع عليها مع أنجولا، كوريا الشمالية، الصومال وسوريا. وأكد معهد ستوكهولم للسلام الذي يضم بين أعضائه الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية السابق والأمين العام لجامعة الدول العربية، أن حيازة هذا الغاز تتم من أجل تطوير مواد كيميائية أكثر تطورا للسيطرة على التجمعات. ويتسبب الغاز في العديد من حالات الوفاة، لكن لم يصدر بحث علمي مستقل يؤكد أن الغاز يؤدي للوفاة، لكن هناك تأكيدا على إمكانية إضافة بعض المركبات له ليصبح محفزا لإثارة الأعصاب ، وهذا الغاز يتمتع بميزة أيضًا هي كونه غير مرئي، مما يرجح أنه الغاز المستعمل من قبل قوات الأمن لتفريق الثوار في ميدان التحرير عشية خطاب المشير طنطاوي
اما الغاز الثالث وهو cr ، وقد تم تطويره فى عام 1962 C13h9noوهو يعرف علميا باسم " ديبينز أوكسازيبين " ، وهو ليس غازا إنما أجسام صلبة ولكن أقل سمومية منه ويعتبر اكثر قوة وتأثير منcs ، ويمكن أن تذوب في الماء لكن لا تنكسر مركباته الكيميائية في الماء ، ولايؤثر غاز (السى ار) على الجهاز التنفسى أو الرئه مما يجعله أكثر أمانا مع المتظاهرين السلميين ، لكنه يؤثر بشكل أكبر على العين والجلد خاصة لو تم غسل الوجه أو مكان وجود الغاز سيصبح الألم أقوى بكثير، ويتصف هذا الغاز بأنه غاز بدون رائحة تمامًا حيث يتصاعد عند درجة حرارة 72 مئوية.
وعن تأثيره يؤدى إلى إثارة الغدة الدمعية و إلتهاب الجلد لمدة من ساعة حتى 6 ساعات وترتفع بالتفاعل مع الماء ويمكن أن تصل لأكثر من 48 ساعة ،وأعراضه الجانبية غير معروفة، ولكن نسبة المواد المسرطنة فيه تبدو مرتفعة مقارنة بالمواد الأخرى خاصة مع الأستخدام الكثيف له وهو متوفر في كل الأشكال، الطلقات الصغيرة والقنابل اليدوية والقنابل التي تطلق من البنادق المجهزة وأخرى للبنادق التقليديةالتى يتم تركيب جزء إضافى لها لتعمل كمنصة إطلاق لهذه القنابل ، ومدى قانونية استخدامه يعتبر أكثر أنواع الغاز أمانًا على المتظاهرين من بين الغازات الثلاثة، ولا يمنع بيعه أو شرائه فى الولايات المتحدة. ويقول الدكتورفهمى خطاب أن سبب افتقادنا الخبرة اللازمة للتعامل مع هذا الغاز يرجع لعدم تعرضنا له قبل ذلك جعلنا نعجز عن معالجة بعض المصابين لكن كل ما نقوم به هى محاولات لتخفيف أثره أو بالأصح لمنع تسبب الوفاه ولكن لعدم وجود علاج مباشر وصريح فى أيدينا بالطبع يتسبب ذلك فى وجود وفيات وضحايا .
من جهة أخرى يؤكد دكتور(ياسر سلامة أخصائى النساء والتوليد) وأحد الأطباء المتواجدين بميدان التحرير لجريدة الطبيب حقيقة علاج الغاز الذى إستخدمته قوات الأمن بالميدان بطريقة مفرطة، وخاصة بعد إنتشار طرق للوقاية والتعامل مع هذا الغاز الذى ظهرت أعراضه المميتة على المتظاهرين. حيث أوضح دكتور (ياسر سلامة)أن الغاز السابق الذى تم إستخدامه فى 25 يناير كان لونه أبيض وكان قلوى لذلك كان علاجه بالأحماض مثل الكولا .
أما الغاز المستخدم حالياً بميدان التحريرلونه إصفرأى حمض، ولذلك لايمكن علاجة والتعامل معه يإستخدام الأحماض بل بالعكس الأحماض مثل البصل والكولا تزيد من مضاعفاته والتأثر بأضراره، ولكن يجب أن نعالجه بقلويات مثل بيكربونات الصوديوم الذى يعادل الكربوناتو الذى يوجد بالمنازل، ويمكن لأى شخص شراء بيكربونات الصوديوم من أى صيدليه، ويتم إستخدامه كالأتى بتخفيفه بالماء لأنه عباره عن مسحوق أبيض ثم وضعه فى قطارة، ويتم تقطيره فى الأنف والعين.
وأكد دكتور( ياسر سلامة) أن أى أحماض من الوصفات التى تم ذكرها ونشرها فى جميع المواقع الإلكترونيه فهى طرق علاج خاطئة مع هذا الغاز، ويناشد دكتور (ياسر سلامة) أنه على المتظاهرين بميدان التحرير ضرورة التحقق من أى معلومات يتم نشرها على المواقع الإلكترونية التى تخص طرق الوقاية من أضرار الغاز المسيل للدموع لأنه قد يؤذى الإنسان نفسه بالخطأ.