وشددوا حسبما ذكرت "الإمارات اليوم " على أن بعض المصابين بهذه الأمراض قادرون على الصوم، وفقاً لمستوى المرض، وقدرة الجسم على التحمل، بينما يجب على البعض الآخر التوقف عن الصوم، والانتظام في تناول الدواء، منعاً لأي تراجع في الحالة الصحية.
وذكروا أن مستشفيات الدولة تستقبل حالات عدة لمرضى يهملون في تناول الدواء بسبب الصوم، ما يؤدي الى إصابتهم بمضاعفات مرضية، لافتين إلى أن صيام المرأة الحامل دون استشارة طبيب قد يتسبب في وفاة الجنين.
أمراض تمنع الصوم
-- المرضى المصابون بأمراض مزمنة وفي مراحلها المتأخرة مثل مرضى تليف الكبد.
-- المرضى الذين يتعرضون للغيبوبة الكبدية والتهاب الغشاء البريتوني في البطن.
-- المرضى المصابون بسوء الحالة العامة والصحية ممن يعانون أمراضا مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والكلى.
-- المرضى الذين يتعاطون أدوية تؤخذ على فترات متقاربة مثل الملينات التي تعطى للمصابين باعتلال المخ الكبدي والغيبوبة الكبدية وتكرار حدوثها.
-- المرضى الذين يتعاطون دواء يسبب لهم مضاعفات مثل ارتفاع درجة الحرارة والغثيان والتقيؤ أو الإعياء العام.
وتفصيلاً، قال اختصاصي طب الأسرة والصحة المهنية الدكتور منصور أنور حبيب، إن المصابين بالأمراض المزمنة، خصوصاً ضغط الدم المرتفع والقلب والسكري والكلى، مطالبون بمراجعة الاطباء المعالجين لهم قبل الشروع في الصوم، مشيراً الى ان الصوم لبعض هذه الحالات قد يصيبها بمضاعفات مرضية شديدة.
وأوضح أن المصاب ببعض الأمراض، مثل أمراض الكلى، يحتاج الى تناول السوائل بصورة مستمرة، وقد يتسبب نقص الماء في الجسم بسبب الصوم، والارتفاع الشديد في الحرارة هذه الايام، في تراجع الحالة الصحية للمريض، خصوصاً المصاب بحصوات كلوية.
وأشار الى ان أمراضاً مزمنة تتطلب تناول جرعات دواء في مواعيد محددة، لكن الصوم يتسبب في تأخر أوقات تلك الجرعات، ما يستدعي موافقة الطبيب المعالج حتى تتم جدولة مواعيد الدواء وفقاً للصوم.
وتابع «الأمر نفسه يتكرر مع مصابي السكري، اذ إنهم مطالبون بتناول جرعات غذاء كل بضع ساعات، ما يستلزم مراجعة الطبيب قبل الصوم».
وأكمل حبيب «النساء الحوامل، خصوصاً في الاشهر الثلاثة الأولى من الحمل، مطالبات باستشارة الطبيب قبل الصوم، لأن هذه الأشهر مهمة جداً لتكوين الجنين»، مشيراً الى أن «الصوم في بعض الحالات يتسبب في إلحاق أذى كبير بالجنين، قد يصل إلى موته».
وتابع «بشكل عام، الطبيب يضع الجدول الدوائي والغذائي للمريض، ويحدد ما إذا كانت حالته الصحية تسمح له بالصوم».
وأكدت رئيس قسم برامج خدمات صحة المجتمع في هيئة الصحة في دبي، الدكتورة حنان عبيد، أن الدراسات أظهرت أن مستوى السكري ينخفض عند المصابين بالمرض في الأيام الأولى من رمضان، لكن يعود إلى الارتفاع في الثلث الأخير تبعاً لتغيرات الجسم الحيوية والكيميائية والعادات الغذائية.
وأضافت: لا تحدث عادةً أي مشكلات للمرضى الذين يتناولون الحبوب الخافضة للسكري، حيث يتناولون الدواء مع الإفطار والسحور مع الحفاظ على الحمية، أما السكري المعتمد على الأنسولين فيلزم المريض زيارة الطبيب قبل الصيام لتعديل أوقات الجرعات، لأن لذلك علاقة مباشرة بأوقات الطعام ونوعيته، مع الحذر من أن السكري المزمن الذي يؤدي إلى تلف بعض الخلايا في الجهاز العصبي لا يمكن معه للمريض أن يستشعر أعراض النقص الحاد في سكر الدم، وقد يدخل في غيبوبة دون أعراض تحذيرية، وإذا قرر الطبيب أن هذا المريض يستطيع الصوم فيفضل أن يوجد أحد أفراد الأسرة بجانب المريض، ويتوافر لديه القدرة على إعطاء حقن دوائية رافعة للسكري في حال تدهور وعي المريض وعدم قدرته على أخذ السكر بالفم.
وتطرقت الدكتورة عبيد الى مرضى التهاب وتليف الكبد، موضحة أن الكثير من مرضى التهاب الكبد والتليف غير المتقدم يستطيعون الصوم بعد استشارة الطبيب، ولكن في التليف المتقدم قد لا يستطيع المريض الصوم نظراً للضعف العام وعدم قدرة الكبد على إفراز الغلوكوز (السكر) إلى الدم عند الحاجة إليه عند الصوم. وأشارت الى أن مرضى الكلى يستطيعون الصوم عموماً، أما المريض الذي زرعت له كلية حديثاً فغالباً لا يستطيع الصوم لحاجته إلى انضباط السوائل ومواعيد الأدوية الدقيقة، ولكن هذا أيضا يعود للطبيب المعالج. أما حصوات الكلى فتحتاج إلى الاكثار من السوائل التي يمكن تناولها ليلاً مع الابتعاد عن الشمس وتجنب الجفاف نهاراً.
من جانبه، يقول استشاري الطب الطارئ الدكتور عمر السقاف، إن المرأة الحامل والمرضع لهما رخصة خاصة من الله سبحانه وتعالى في الفطر إذا خافتا على نفسيهما أو طفليهما، وهذا يعتمد على الحالة الغذائية العامة قبل الحمل وأثناءه، ووجود أمراض مصاحبة وكون الحمل مفرداً أو أكثر من ذلك.
وينصح مرضى حصوات الكلى خلال شهر رمضان بالإكثار من شرب الماء، لما له من فائدة كبيرة في التخلص من الحصوات ومنع الإصابة بها في المستقبل.
وأضاف: في الشهر الفضيل يمتنع الصائم عن شرب الماء طوال النهار، والنصيحة التي نوجهها لمرضى حصوات الكلى أن يعوضوا هذا النقص في شرب الماء خلال ساعات الليل، بحيث يتم شرب الماء على فترات متقاربة.
وأكمل: بالنسبة لمريض الكبد يجب عليه استشارة الطبيب المختص عن الصيام وعن النظام الغذائي الواجب اتباعه والنظام البدني المسموح به، لتسهيل أمور العبادة في الشهر الفضيل.
وتابع: قد يكون الصيام مفيداً لبعض المرضى مثل المصابين بتشحيم الكبد، إذ إن الصيام مع الحمية الغذائية المناسبة قد يؤدي إلى انخفاض الوزن وانخفاض نسبة الدهون في الدم، ومن ثم تحسن حالة الكبد، لكن يجب استشارة الطبيب دائماً لأخذ النصائح لكل حالة على حدة.