فلكل لون من الألوان المتوافرة من حولنا ارتباط نفسي وتأثير لا إرادي علينا يدخل باللاشعور الداخلي مشيرة إلى أن هذا التأثير الكبير للألوان حفز أطباء علم النفس لجعلها جزءا من علاج مرضاهم واستعمالها في عياداتهم الخاصة كمزيج متداخل ضمن لوحات فنية لمعرفة طباع المريض من الوهلة الأولى.
وتوضح المغوش حسبما ذكرت "ناسا" أن الألوان تشكل رمزا لمشاعر معينة أو لمزاج خاص أو لعلاقات محددة في حياة الفرد وربما تمثل أيضا ردود فعل مختلفة أو متباينة في مجالات من الصراع النفسي كما أن لها تأثيرا كبيرا على ملامح شخصية الإنسان وذلك حسب الألوان التي اعتادت عليها عينه في مرحلة الطفولة.
وتذكر المرشدة النفسية أن العالم العربي ابن سينا هو أول من ناقش العلاج بالألوان في كتابه القانون في الطب وأشار إلى اللون كعلامة تشخيصية مهمة للمرض ورسم خريطة توضيحية تربط درجة حرارة الجسم وحالته الصحية بالألوان المختلفة مضيفة ان العلاج بالألوان يعتبر أساسا في الطب الهندي القديم الذي يقسم جسم الإنسان إلى سبع نقاط قوة تخيلية موزعة على العمود الفقري ترتبط كل منها بلون معين وبعضو معين ووظيفة معينة في الجسم البشري.
وتشرح المرشدة النفسية أن فكرة العلاج بالألوان تعتمد على أن اللون في الأساس هو ضوء مرئي والضوء عبارة عن طاقه وله تأثير يقارب تأثير الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية مبينة أن هذا العلاج يستخدم ألوان قوس قزح السبعة لتعزيز طاقات الشفاء داخل الجسم والعقل.
وتتابع المغوش.. هناك طرق مختلفة للعلاج بالألوان منها لف المريض في قطعة من القماش باللون المطلوب والمناسب لحالته الصحية كاستخدام الأحمر والبرتقالي لعلاج مرضى الاكتئاب وتحفيز الرغبة في الحياة.
وتشير المغوش إلى أن الألوان الأساسية تكون عادة أكثر تأثيرا من الألوان المتداخلة ومنها الأحمر الذي يرتبط بالإثارة أو الغضب ويؤدي إلى التنبه العصبي والأرق وعدم الاسترخاء ويستخدم في علاج الاضطرابات العقلية ويحفز الطاقة والإصرار والانتباه ومحبو هذا اللون شديدو الانفعال ومدافعون أشداء عن آرائهم وأفكارهم ويتميزون بالكثير من العواطف الجياشة.
وتضيف المرشدة النفسية ان اللون الأخضر يحفز الإحساس بالمسؤولية والشعور بالهدوء والسلام الداخلي وهو من أنسب الألوان لغرف النوم لأنه يوءدي إلى الاسترخاء الذهني والعضلي وبالأخص الأخضر الزيتوني الذي يعرف بقدرته على غسل متاعب يوم كامل خلال دقائق قليلة ويعيد شيئا من السرور إلى النفوس اليائسة مشيرة إلى انه استخدم في طلاء جسر بلارك فراير في مدينة لندن ما أدى إلى انخفاض نسبة حوادث الانتحار فوق هذا الجسر الى نحو الثلث.
وتلفت المغوش إلى جمالية اللون الأصفر الذي استخدمه الفراعنة بكثرة في علاج أمراضهم كونه يرتبط بالمعدة والبنكرياس والكبد والمرارة ويحفز القوة والإحساس بالذات ومنشطا للجهاز الهضمي والليمفاوي كذلك اللون البرتقالي الذي يسمى بشعلة الألوان يسهل عملية الهضم ويفتح الشهية ويعجل بشكل خفيف نبضات القلب مشيرة إلى ارتباط اللون البنفسجي بالغدة النخامية والجهاز العصبي المركزي والقشرة الدماغية ودوره في تحفيز التواصل مع طاقات الطبيعة ونقل الأفكار والمعلومات.
وتنصح المرشدة النفسية بضرورة استخدام ألوان ودرجات مختلفة داخل المنازل لإراحة العين وتجنب الإحساس بالملل أو الاكتئاب مع مراعاة أن الألوان الفاتحة تزيد من إحساس الشخص باتساع المكان بينما الالوان الغامقة توحي بضيق المكان مشيرة إلى أهمية انتقاء الألوان المناسبة في المدارس والتي تريح التلاميذ وتحفزهم على العمل والعطاء وفي المحال التجارية لجذب المستهلكين.