وأن القيادة والجلوس لمدة ساعتين يوميا في السيارة من شأنه رفع معدلات الإصابة بالانزلاق الغضروفي، أما بالنسبة للأشخاص اللذين يقضون معظم وقتهم في قيادة السيارة بنسبة 50% فإن معدل الخطر يزداد إلى 3 أضعاف المعدل الطبيعي.
ففي دراسة بريطانية أجريت عام 2002 بينت أن السائقين(وبخاصة سائقي التاكسي) معرضون بشكل متزايد لآلام أسفل الظهر والإصابات بسبب مجموعة متنوعة من العوامل مثل الاهتزاز الجسم كله، والجلوس لفترات طويلة، والقضايا النفسية والاجتماعية. وخلصت الدراسة إلى أن إجراء بعض التغييرات في بيئة العمل تلعب دورا هاما في الحد من خطر إصابة الظهر من خلال اختيار كرسي القيادة المناسب وتعليم السائق الطرق المناسبة للتعامل مع ظهره.
ويشير رئيس الإتحاد البريطاني للعلاج الطبيعي إلى "أن 22 ألف شخص يقومون بزيارة شهرية للمصحات التابعة للإتحاد نتيجة الإصابة بمشاكل في العمود الفقري نظراً إلى وضعية الجلوس الخاطئة في أثناء القيادة". ويقول د. تيم هوتشجول الاختصاصي في الإتحاد "إن الضغط على الظهر والجلوس بطريقة غير سليمة في أثناء القيادة، يساوي ضعف الضغط الذي يتعرض له الشخص في حال الوقوف المستمر".
ومن العوامل المساعدة على وضعية جلوس خاطئة أثناء القيادة:
- ميل المقعد للخلف بنسبة كبيرة.
- ميل المقعد للأمام، حيث ثبت أنه عامل مؤثر في حدوث تقوس الظهر، وإجهاد العمود الفقري بشكل مؤلم.
- ارتفاع المقعد عن الحد المناسب، ما يضطر السائق إلى الانحناء على المقود.
- انخفاض المقعد عن القدر المناسب لاستخدام ضوابط السيارة، وهذا الوضع يضر بالفقرات العنقية.
- نقص المسافة الأفقية بين مقعد السائق والبدالات عن الحد المناسب، وهذا الوضع يُشعر السائق بأنه بداخل "علبة مقفلة" ويفقده الإحساس بالسيطرة الكاملة على الضوابط، كما أنه وضع متعب للظهر نتيجة الضغوط التي تحدث على العمود الفقري.
- زيادة المسافة الأفقية بين المقعد والبدالات عن القدر المناسب، ومثل هذا الوضع له أثر مجهد على الفقرات العجزية بشكل خاص.
- وأخيرا فإن جلوس السائق لفترات طويلة داخل سيارته من دون اخذ قسط من الراحة بين الحين والآخر من الأسباب الأساسية في مشاكل الظهر.
كيف نجلس بشكل صحيح داخل السيارة:
- ابتعد عن التوتر أثناء القيادة، لذا احذر من استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة فهو من العوامل التي تزيد من توتر السائق.
- ضبط المسند الخلفي يكون مائلا إلى الخلف بمقدار 100 درجة مئوية، ويستطيع السائق ضبطه بالطريقة التالية، ضبطه بشكل عمودي ثم إرجاعه إلى الوراء قليلا.
- قرب الكرسي إلى الأمام وجرب دعاسة الكلاتش والجير بحيث انك تستطيع دفعها إلى الخلف بكل سهولة وراحة
- تأكد أن هناك مسافة بين الكرسي والركبتين بحيث لا يشكل الكرسي ضغطا على الركبة من الخلف.
- تأكد أن دعامة الظهر السفلي ملتصقة تماما بالتجويف القطني حال عدم توفر هذه الوسادة ممكن إحضار منشفة صغيرة ولفها بشكل دائري ووضعها وراء الظهر.
- انتبه في حال وجود مطبات فالسرعة الزائدة على المطب تسبب ضغطا على العمود الفقري.
- وأخيرا تجنب البقاء في وضعية الجلوس لفترة طويلة باتباع الطرق التالية:
1. أطفئ سيارتك بين الحين والآخر ( يفضل كل ساعتين- 4 ساعات) قف مستقيما ضع يديك على وركيك من الخلف حاول إرجاع الظهر لأقصى قد ممكن مارسه 3 مرات يوميا، 10 مرات للمرة الواحد
2. ضع يديك على ركبتيك من الخارج واضغط بساقيك للأمام، وشد عضلاتك لمدة عشر ثوان ثم ارخيها بعد ذلك.
3. اجلس معتدلا وامسك المقعد بيديك من أسفل وحاول جذب نفسك في اتجاه المقعد، وفي تلك الأثناء أيضا قم بشد العضلات لمدة عشر ثوان ثم رخيها مرة أخرى.
4. اجلس بحيث يكون الجزء العلوي من جسمك معتدلا، ثم قم بشبك يديك خلف رأسه ثم اضغط برأسك في اتجاه اليدين، دون حدوث تغيير في وضع الجلوس. واستمر على هذا الوضع لمدة عشر ثوان ثم بعدها بإرخاء عضلاتك.
كما أن استخدامنا لبعض الوسائل السهلة لتصحيح الأوضاع الخاطئة أثناء القيادة وممارسة بعض التمارين، لن يجنب السائق الإنسان، ألم الظهر وحسب بل سيجنبه الآثار النفسية والمادية الناتجة عن التعطل عن العمل نتيجة الإصابة.