وينصح البروفيسور نينتفيش، عضو “الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين" في مدينة كولونيا، الآباء بعدم إطلاع طفلهم الصغير على أنه سيخضع لجراحة إلا قبل موعد العملية بيومين إلى ثلاثة أيام على الأكثر، بينما يُمكن إطلاع الأطفال الأكبر سناً قبل الخضوع للجراحة بخمسة إلى ستة أيام.
وعند القيام بذلك، أكدّ نينتفيش أنّه ينبغي الانتباه جيداً إلى استخدام المفردات المناسبة للمستوى الذهني للطفل، كأن يستخدم الآباء مثلاً كلمة “نوم" بدلاً من كلمة “تخدير"، مشدداً على ضرورة عدم مناقشة مخاطر التخدير مع الطبيب أمام طفلهم.
وأوصى الطبيب الألماني الآباء بمحاولة إلهاء طفلهم بعد الخضوع للجراحة والإفاقة من التخدير من خلال التحدث معه ومواساته وإبداء المشاركة الوجدانية له. ويُساعد ذلك الطفل في تخطي هذا الموقف بشكل أفضل ويحول دون إصابته بالخوف أو الفزع في ما بعد.
وأشار الطبيب الألماني إلى دراسة حديثة نشرتها المجلة المتخصصة في التخدير وأثبتت أنّه بإمكان الآباء دعم طفلهم أثناء وجوده في المستشفى بعد إفاقته من التخدير، لافتاً إلى وجود بعض الاختلافات في تقييم مدى فائدة وجود الآباء بجوار طفلهم في غرفة الإفاقة.
صحيح أنه لم يتبيّن من هذه الدراسة أن وجود الآباء يُسهم في الحد من بكاء الطفل بعد إفاقته من التخدير، إلا أنه مكنّ الطفل من التعامل مع فكرة الجراحة والتخدير بشكل أفضل على المدى الطويل؛ ومن ثمّ أصبح أقل عُرضة للإصابة بمشاكل سلوكية بعد مرور أسابيع من الخضوع للجراحة كالشعور بالخوف والفزع.