الثلاثاء 11 ربيع الثاني 1443 هـ - الثلاثاء 16 نوفمبر 2021 م 12:08:48 PM
الطبيب - منى محمود:
إن نقص المناعة الأولي يكون عندما تنشأ المشكلة في جهاز المناعة نفسه بينما نقص المناعة الثانوي ينشأ عند حدوث خلل في جزء آخر داعم للجهاز المناعي أو نتيجة لعامل خارجي يؤدي إلى انخفاض في كفاءة الجهاز المناعي.
نقص المناعة الأولي
تنشأ نتيجة الطفرات الجينية أو التعدد الشكلي أو التعدد الجيني الطفرات ونقص المناعة عرف حتى الآن أكثر من 100 طفرة تؤدي إلى نقص المناعة وهناك الكثير من الطفرات التي تؤدي إلى العوز المناعي الشديد المركب الذي هو مجموعة من الاضطرابات الذي تؤثر في الخلايا التائية والبائية فالعوز المناعي الشديد المركب هو أكثر أنواع نقص المناعة الأولي خطورة حيث يتم تشخيصه لدى الأطفال بوجود خلل في الخلايا البائية والتائية مما يؤدي إلى إصايتهم بالأمراض في الأسابيع الأولى من حياتهم.
كما يتميز الطفل المصاب بالعوز المناعي الشديد المركب بعدم النمو والإسهال بالإضافة إلى ظهور الحبوب غير الطبيعية كما يتميز بانخفاض عدد الخلايا الليمفاوية لديه (أقل من مليار لكل لتر) أما فيما يتعلق بنقص الأجسام المضادة فهو يحدث لاحقاً في حياة الطفل وذلك لأن الطفل يولد مسلحا بالأجسام المضادة الموجودة لديه من الأم .
يتمثل نقص المناعة الأولى بمجموعة من الأمراض النادرة الحدوث التي تزيد فيها حساسية الشخص للإصابة بالأمراض وعادة ما تظهر هذه الأمراض في الطفولة فنقص المناعة الاولي يسمى أحياناً بنقص المناعة الخلقي والعديد من أمراضه تُعد وراثية فهو يورث إما عن طريق كروموسوم جسمي متنحي أو على الكرموسوم اكس.
أما فيما يتعلق بعلاج نقص المناعة الأولي فهو يعتمد بالدرجة الأولى على طبيعة الخلل وقد يتضمن إعطاء الأجسام المضادة أو الاستخدام الطويل للمضادات الحيوية وفي بعض الحالات قد يتطلب زراعة الخلايا الجذعية
نقص المناعة الثانوي
يطلق على نقص المناعة الثانوي نقص المناعة المكتسب و ينتج إما بسبب فيروس نقص المناعة البشري لتناول -وهو الأكثر أهمية- أو نتيجة بعض المثبطات لجهاز المناعة والتعرض للعلاج الكيميائي و عند الصغار جدا والكبار أو نتيجة لسوء التغذية . ملاحظة : تثبيط المناعة مصطلح يطلق على تقليل فعالية جهاز المناعة سواء كان لذلك أثراً ايجابيا نفعياً أو غير ذلك من الآثار السيئة الجانبية غير المرغوب فيها بينما نقص المناعة هو مصطلح يطلق فقط على الأثر السلبي لتقليل فعالية الجهاز المناعي وما ينتج عنه من زيادة الحساسية للإصابة بالأمراض.
هناك الكثير من الأمراض التي تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تثبيط المناعة مثل الكثير من أنواع السرطان خاصة المتعلقة بالدم والنخاع العظمي مثل الورم النقوي المتعدد وسرطان الدم (اللوكيميا) وسرطان اللمف ومجموعة من الأمراض المزمنة .
إن نقص المناعة هو أحد العلامات المميزة في مرض متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) الذي ينتج عن فيروس نقص المناعة البشري HIV الذي يصيب الخلايا التائية المساعدة مباشرة كما يضعف استجابة الجهاز المناعي بشكل غير مباشر .