2009-07-27 09:23:58
واشنطن: قال خبراء ان حملة التلقيح الواسعة المقرر اجراؤها في الولايات المتحدة في الخريف ستلقى قبول الاميركيين مع انها هيئت بسرعة. ويؤكد مدير المكتب الفدرالي لتنسيق التصدي للجائحة (باردا) روبن روبنسون، ان "هذه الحملة تطلبت اكبر مجهود مخصص للتلقيح شهده العالم".
وقال البروفسور مايكل اوسترهولم مدير مركز الابحاث المتعلقة بالامراض المعدية (سيدراب) في جامعة مينيسوتا (شمال)، لوكالة فرانس بريس ان "عدد الاشخاص الذين يؤمل تلقيحهم قبل ظهور الفيروس ايه (اتش1ان1) في الشتاء لا سابق له". وتلجأ الولايات المتحدة لألاف المتطوعين للخضوع لتجارب سريرية بانتظار النتائج بعد شهرين. وتتوقع واشنطن اجراء حملة التلقيح في فصل الخريف. واوضح اوسترهولم "لا نعرف بعد عدد الاشخاص الذين نريد تلقيحهم لان الامر مرتبط بعدد اللقاحات المتوافرة (...) لكننا نعرف ان العدد سيبلغ مئات الملايين" في الولايات المتحدة التي تضم 300 مليون نسمة. وقالت غرتشن مايكل الناطقة باسم المكتب الفدرالي لتنسيق التصدي للجائحة "لن ندخر جهدا من اجل تشجيع الناس على اخذ اللقاح لانه مهم جدا، لاسيما وان الفيروس لا يزال ينتقل بين الناس". واضافت "نتوقع ان يعود الفيروس بالوتيرة نفسها في فصل الشتاء، نظرا للوضع الحالي النصف الجنوبي من الارض، لاسيما مع دخول الاطفال الى المدارس". وتابعت "نأمل ان يأخذ الناس اللقاح فور توافره"، مشيرة الى ان التلقيح سيكون طوعيا. والاطفال والشبان هم الاكثر عرضة لانفلوانزا الخنازير التي اودت بحياة 263 شخصا في الولايات المتحدة من اصل 40 الفا اصيبوا به في أكبر حصيلة في العالم. وفي الولايات المتحدة نفسها، يموت 36 الف شخص سنويا بسبب الانفلوانزا الموسمية. ويستنفر الخبراء جميعا من اجل التحضير لهذه الحملة في وقت قياسي. واوضح مدير المعهد الوطني للامراض المعدية (نيايد) انتوني فاوسي، ان "التجارب ستجرى في مهلة زمنية قصيرة في سباق م ع الزمن قبل العودة المحتملة للفيروس في الخريف". وقال البروفسور في الامراض المعدية في جامعة فاندربيلت (تنيسي جنوب) وليم شافنر، لاذاعة "ان بي ار" ان "الفنيين في المختبر يعملون ليلا نهارا. لا نريد حرق اي مرحلة ونسعى لان نقوم بالامر كما يجب لتسليم المواطنين لقاحا مطابقا للمعايير". وسينعقد في 29 تموز/يوليو اجتماع طارئ للخبراء الصحيين الاميركيين من اجل وضع خطة وتحديد المجموعات التي ستحظى بالاولوية في حملة التلقيح. واوضح اوسترهولم ان "اللقاح بحد ذاته لا اشكال عليه، والاسئلة المطروحة مرتبطة بالجرعات". واضاف ان عملية تصنيع اللقاح لا تختلف عن اللقاحات الاخرى المضادة للانفلوانزا والمتوافرة من عشرات السنين. وسيكون الامر متعلقاايضا بالجرعات المتوافرة. ولم تنس الولايات المتحدة بعد الفشل الذريع لحملة تلقيح واسعة قامت بها في 1976. فبعد ظهور فيروس انفلوانزا الخنازير في قاعدة عسكرية، تخوفت السلطات المعنية انذاك من ان يكون هذا الفيروس هو نفسه الانفلوانزا الاسبانية القاتلة التي ظهرت سنة 1918. وتلقى اربعون مليون اميركي حينذاك اللقاح ضد الفيروس. لم ينتشر الفيروس اكثر الا ان حوال 500 شخص اصيبوا بمتلازمة غيلين-بار، وهي التهاب نادر في الجهاز العصبي سببه اللقاح، توفي على اثره 25 مريضا.
ا ف ب