2009-10-30 09:06:52
نيويورك: يستعد كاتب أمريكي لإصدار كتاب علمي خلال الأسبوع المقبل يشير فيه إلى أن إقبال الناس على تناول لحوم الحيوانات هو السبب الرئيسي للأمراض الجديدة التي تظهر بين الفينة والأخرى.
كما أنه مسؤول عن ظاهرة الاحتباس الحراري ومقاومة البكتيريا والجراثيم للأدوية والمضادات الحيوية.
ويقول الكاتب جوناثان فوير في كتابة "أكل الحيوانات" الذي سيصدر في الثاني من نوفمبر/كانون الثاني المقبل، إلى أن اعتماد لحوم الحيوانات ضمن السلة الغذائية للبشر دمّر البيئة وساعد على خلق سلالات حيوانية ضعيفة بسبب التوالد المفرط في الحظائر.
وذكر فوير، في مقال تعريفي بالكتاب، خصّ به CNN ، أنه اهتم بكتابة أبحاث عن نظام الغذاء لدى البشر بعدما رُزق بطفل، فبدأ يفكر في مدى ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقة لجهة اختيار نوعية الطعام الصحي التي يجب أن يقدمها له.
ويشير فوير إلى أن تقارير الأمم المتحدة تعتبر تربية قطاعان الماشية هي المساهم الأكبر في الغازات المسببة للاحتباس الحراري، حيث تنتج الحيوانات التي تربى لأجل لحومها غازات تفوق ما تنتجه جميع وسائل النقل الموجودة على كوكب الأرض مجتمعة.
وبحسب فوير، فإن المشاكل تتواصل مع تخزين اللحوم بالأساليب المعتمدة في المصانع حالياً، حيث تتكاثر فيها الفطريات الضارة، ما يسبب حالات شبيهة بالأنفلونزا تستمر لمدة 24 ساعة تقريباً، تنتهي بإسهال يرتاح المريض من بعده، مشيراً إلى أن هذه الحالات التي يعتقد الناس أنها أنفلونزا تصيب 76 مليون شخص سنوياً في أمريكا وحدها.
وأضاف الكاتب أن تربية الحيوانات في المزارع تتم بصورة لا تنسجم مع المعايير الصحية، كما أن الأمراض بين القطعان باتت محتمة بسبب التوالد المكثف من ماشية تتصل ببعضها بصلات قرابة.
ويرى أن معالجة ذلك جرى من خلال تقديم المضادات الحيوية بكثافة للماشية مع الوجبات، حتى وإن لم تكن تظهر عليها آثار الأمراض، وأدى ذلك إلى واقع أن الماشية باتت تستهلك 17.8 مليون رطل من المضادات الحيوية سنوياً، في حين يستهلك البشر ثلاثة ملايين رطل، بينما تحصل الدواجن على 24.6 مليون رطل.
وأدى الاستعمال المفرط للمضادات الحيوية إلى ظهور فصائل من البكتيريا والجراثيم التي تتمتع بمناعة ضد هذه العقاقير، بدليل أن مقامتها لكل دواء كانت تزداد بمجرد تقديمه للماشية، ففي عام 2002، قدم الزارعون عقار "سيبرو" للأبقار والدواجن، وكانت النتيجة ارتفاع مقاومته لدى البشر من صفر إلى 18 في المائة من الحالات.
ويضيف أن البشر هم الذين يمولون هذه الأمور من خلال استمرار إقبالهم على تناول اللحوم، ما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض التي تظهر بشكل وبائي، مثل أنفلونزا الخنازير والطيور.
كما ذكّر أن هذه الخلاصات سبق أن تبنتها مؤتمرات علمية، بينها مؤتمر عُقد عام 2004، وضم منظمات الأغذية في الولايات المتحدة والأمم المتحدة والمنظمة الدولية للصحة البيطرية في أعقاب ظهور مرض أنفلونزا الطيور، والذي أشار بيانه الختامي إلى أن "تزايد الإقبال على المنتجات والبروتينات الحيوانية" من بين أسباب ظهور هذه الأوبئة.
وبحسب فوير، فإن المزارع الأمريكية هي المكان الوحيد الذي يمكن أن تظهر فيه فيروسات حديثة تجمع خصائص أمراض تصيب البشر والحيوانات والطيور في آن، مثل أنفلونزا الخنازير، مضيفاً أن العلماء تمكنوا من اكتشاف أن المزارع في الولايات المتحدة تحتوي على آثار لستة أوبئة من أصل ثمانية ضربت العالم في السنوات الأخيرة.