2009-11-07 02:04:01
نجح الطبيب الإماراتي مازن الهاجري في استعادة حاسة السمع لطفلين شقيقين بعدما فقدا السمع والنطق خلال عملية قصف اسرائيلية استهدفت منزلهما في جباليا قبل خمس سنوات.
وخلال عملية استمرت ساعتين نجح الطبيب الهاجري الذي يزور غزة مع طاقم من الهلال الاحمر الاماراتي بزرع "قوقعة" الكترونية في اذن كل من بهاء وقصي (6 و4 سنوات) فاستعادا السمع بعدما فقدت عائلتهما الامل في تحقيق هذا الحلم.
وبدا القلق على وجه والدة الطفلين وفاء سرحان (40 عاما) وهي تنتظر بالقرب من باب غرفة العمليات في مستشفى الشفاء لدى خروجهما برغم تطمينات الطبيب لها بنجاح العملية الجراحية، لكن بعد أن تأكد نجاح العملية قالت الأم "اولادي ولدوا اليوم من جديد انا سعيدة لاننا كنا محبطين ولا نعرف ماذا سنفعل".
وروت الام ان بهاء وقصي اصيبا قرب المنزل في منطقة تل الزعتر في جباليا اثناء الاجتياح الاسرائيلي في يونيو 2004 عندما قصفت طائرة استطلاع اسرائيلية مجموعة من المقاتلين بعدة صواريخ، مشيرة إلى أن بهاء اصيب مرة اخرى خلال الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة الشتاء الماضي.
واصطدمت محاولات وفاء وزوجها الموظف السابق في السلطة الفلسطينية لعلاج طفليهما بعجزهما المادي حيث إن عملية زراعة القوقعة تكلف 60 ألف دولار، و"لو بعنا كل ما نملك لما وفرنا ربع المبلغ"، بحسب وفاء.
وفي هذا الإطار، لا يتوقف الطبيب الهاجري عن اجراء العمليات لاطفال يصطف ذووهم في طابور طويل داخل مستشفى الشفاء في سبيل الحصول على فرصة لابنائهم، يساعده طاقم طبي فلسطيني يتلقى تدريبات منه.
ويؤكد الهاجري وهو بروفيسور استشاري انف واذن وحنجرة واورام الرأس والرقبة ورئيس جمعية المجمع الطبي للابداع والتميز في أبوظبي، "جئنا لمساعدة الاطفال هنا الذين لا يستطيعون السمع وبتبرع من اهل الخير يمكن مساعدتهم. الحرب الاخيرة محفزة لنا لأن نساعدهم ونجري مثل هذه العمليات".
ومن المفترض ان يجري الهاجري عمليات لخمسين طفلاً يعانون من فقدان السمع والنطق ربعهم بسبب الحروب الاسرائيلية على غزة.
من جهته، أكد صالح الطائي مدير الاغاثة والطوارئ في هيئة الهلال الاحمر الاماراتي أن الهيئة دشنت الخميس الماضي مركزاً للسمعيات في غزة تم تزويده بالمعدات والاجهزة الطبية اللازمة، مشيراً إلى أن "هذا المركز هو الاول من نوعه في منطقة الشرق الاوسط".
وأضاف الطائي "يقوم الطبيب مازن الهاجري بتدريب طاقم طبي فلسطيني لاجراء 50 عملية لزراعة قوقعة بقيمة 5 ملايين درهم اماراتي (مليون و400 الف دولار) وسيأتي كل شهرين للمتابعة واجراء عمليات مماثلة".
وفي هذا السياق، أبدى حسام عقل (37 عاما) الذي استعاد طفله محمد السمع، سعادته لاقامة المركز.
وأوضح عقل ان ابنه الذي يبلغ من العمر عامين اصيب في الحرب على غزة في الشتاء الماضي عندما تعرض منزله للقصف في مخيم النصيرات، مضيفاً "بعد شهرين اكتشفنا انه لا يسمع ولا يلتفت للصوت وبعد عرضه على الاطباء مجددا ابلغونا انه فقد السمع بسبب الاصابة وسعينا كثيرا لعلاجه دون جدوى لان العملية تكلف الكثير... لكن الحمد لله هذا اسعد يوم عندي ارى ابني يسمع ويتكلم مثل الاخرين"
أ ف ب