2010-01-07 02:27:01
ناقش خبراء الصحة العالميون المشاركون في مؤتمر " الصحة العالمية ودولة الإمارات العربية المتحدة .. ارتباط منطقتي آسيا والشرق الأوسط" أعماله لليوم الثالث بجامعة الامارات في مدينة العين أيام آخر نتائج الأبحاث العلمية التي تختص بانتشار الأوبئة على مستوى العالم
وأفضل الطرق لمكافحتها بما في ذلك تعقب انتشار هذه الأوبئة ودور شبكة الطيران العالمية في انتشار الأمراض المعدية.
وقال السير ريتشارد فيشم استاذ الصحة العالمية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وبيركلي في كلمته حول "الأوبئة .. القاتل الأكبر في القرن الواحد والعشرين" ان الأوبئة ستتسبب بوفيات تفوق عدد الوفيات الناتجة عن الحروب غير النووية والصراعات المسلحة ..محذرا من ان النتائج ستكون أكثر سوءا اذا ما تحور فيروس انفلونزا " اتش 1 ان 1 " ليصبح أكثر قدرة على الانتشار .
ولمواجهة الأوبئة وخصوصاً الجديدة منها ..دعا فيشم الى تبني اسلوب متعدد الأبعاد في مواجهة الأوبئة يمتد من هندسة الجينات وعلم الوراثة إلى إجراءات الصحة العامة التي تتخذها الدول في مثل هذه الحالات ..وقال " نستطيع أن نلخص هذا الأسلوب باستراتجية اكتشاف الوباء والحد من انتشاره والتأقلم معه" ..واصفا تعاون دول العالم في مجال الجاهزية لمكافحة الأوبئة بأنه ليس على المستوى المطلوب فهو لا يسمح للدول بتوحيد جهودها والتأقلم مع انتشار الوباء.
وفي رده على سؤال حول مدى فاعلية الخطوات التي تتخذها الدول في مكافحة انتشار الأوبئة من شراء للأدوية المضادة للفيروسات والتخلص من المواشي وغيرها من الخطوات بالمقارنة مع كلفة هذه الخطوات ..قال فيشم "تعتمد فعالية هذه الخطوات على قياس المخاطر ولكن إذا ما انتشر فيروس وبائي جديد يمتاز بقدرة عالية على التسبب في الوفاة وليس مثل انفلونزا " اتش 1 ان 1 " الذي يمكن علاجه بسهولة في الحالات العادية فإن احتمالية وفاة 100 مليون انسان قائمة" ..لافتا الى امكانية ان يتسبب الفيروس بانهيار الاقتصاد عندما يمتنع الناس عن الذهاب إلى أعمالهم.
ودعا دول العالم الى استثمار الاموال في التوصل إلى طرق الكشف المبكر عن الأوبئة والاستجابة الفعالة لها بشكل يعود بالفائدة على الدول جميعا.
من ناحيتها قالت الدكتورة فيتوريا كوليزا من معهد التبادل العلمي في تورينا في كلمتها حول "التعقب الفوري لانتشار الأوبئة - مثال انفلونزا " اتش 1 ان1 " ..الأمر الوحيد المؤكد عند ظهور وباء جديد أننا لا نستطيع أن نتأكد من أي شيء فلن يستطيع أي نظام تدخل صحي مرتكز على جهد محلي فقط أن يحد من مخاطر الوباء" ..مؤكدة ان التعامل مع الأوبئة يتطلب جهداً مشتركاً من كافة الأطراف .
وقالت " لقد تمكنا من خلال نموذجنا الحاسوبي الافتراضي أن نستنتج بأنه حتى ولو تم تخفيض حركة المسافرين من وإلى المكسيك حيث تم اكتشاف فيروس انفلونزا " اتش 1 ان 1 " بنسبة 90 بالمائة فلن يمكننا ذلك إلا من تأخير انتشار الوباء عالمياً بما يقرب من أسبوعين فقط مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تخفيض حركة المسافرين بهذه النسبة الكبيرة ولهذا فإن اجرءات تخفيض حركة المسافرين غير قابلة للتطبيق وغير مجدية على الأمد الطويل".
وكشفت عن انه تم استخدام برنامج حاسوبي افتراضي يدعى "نمذجة انتشار الوباء وحركته على المستوى العالمي" لدراسة انتشار انفلونزا " اتش 1 ان 1 " على المستوى العالمي عن طريق حركة المسافرين ..وقالت "انه في العادة تزداد نسب الإصابة بالإنفلونزا في شهر ديسمبر ويناير وفبراير ولكن دراستنا التي أجريت الصيف الماضي تنبأت بأن انتشار انفلونزا " اتش 1 ان 1 " سيصل إلى أعلى نسبه في نصف الكرة الشمالي خلال شهري أكتوبر ونوفمبر .. وقد صدقت توقعاتنا حول انتشار الفيروس في معظم الحالات وكان من المدهش بالنسبة لنا قدرة النموذج الحاسوبي على محاكاة الواقع رغم ما يحتويه على افتراضات كثيرة".
من جانبه قال الدكتور كليف ويبستر الرئيس الأول للخدمات الطبية في طيران الإمارات في كلمته حول "حقائق الطيران وانتشار الأمراض المعدية عالمياً" انه بحلول عام 2020 سيبلغ عدد الركاب الذين ستستقبلهم مطارات دولة الإمارات من 60 إلى 65 مليون مسافر . وأضاف انه " على عكس الشائعات فإن هواء كابينة الطائرة صحي للغاية وجودته مماثلة لجودة الهواء المستخدم في العمليات الجراحية كما ويتم تغيير الهواء في كابينة الطائرة كل 20 إلى 30 دقيقية باستخدام مراشح الهواء عالية التنقية والتي تقوم بخلط هواء الكابينة باستخدام هواء من خارج الطائرة بنسبة 50 بالمائة وهواء الكابينة بنسبة 50 بالمائة مما يوفر 20 قدماً مكعباً من الهواء لكل مسافر في الدقيقة الواحدة