الطبيب- منى محمود:
هل تعلم عزيزي القارئ أنّ طريقتك في المشي قد تكون مؤشّرا على احتمال الإصابة بإحدى المشاكل الصحيّة كالسكّري، التهابات المفاصل أو نقص الفيتامينات، وغيرها الكثير؟!
العين الخبيرة التي تراقب مشيتك بإمكانها أن تقرّر وضعك الصحّي خلال ثواني بناء على نوعيّة الخطوة وطولها ووضع جسمك وغيرها من أنماط المشي.
طريقتك في المشي ومؤشّراتها الصحّية
فيما يلي بعض ما يمكن أن تدلّ عليه طريقتك في المشي فيما يتعلّق بوضعك الصحّي:
المشي المتمايل: قد يشير إلى ضعف عضلات البطن، ما قد يقود إلى مشاكل في الظهر والرجلين. إن كنت تتمايل في مشيتك فقد تكون هذه بداية للإصابة بآلام الظهر. عندما نقوم بالمشي أو الجري يستخدم الجسم عضلة صغيرة تساعد في الحفاظ على استقرار الحوض واستقامة الساق. واتباع نمط حياة خالي من النشاط يعمل على إضعاف هذه العضلة، ما يؤدّي إلى التمايل في المشي.
المشي البطيء: قد يكون مؤشّرا على خطر الإصابة بأحد الأمراض المزمنة مثل السكّري، التهابات المفاصل والخرف. السرعة في المشي دليل على الصحّة. أفضل معدّل مشي للشخص السليم هو 1.2 – 1.4 متر في الثانية. فإن كان الشخص مصابا بالتهابات المفاصل أو أيّة آلام أخرى، تقلّ السرعة عن متر في الثانية.
الخطوات القصيرة: قد تشير إلى ضعف القابليّة الجنسيّة، هشاشة العظام، أو ضمور العضلات في أعلى الكعب بسبب تعوّد المرأة على ارتداء الكعب العالي.
عدم تحريك الذراعين: قد يشير إلى مشاكل في الظهر والرقبة والكتفين. خلال المشي الطبيعي نحرّك الذراعين على الجانبين على خلاف حركة الأرجل من أجل دعم أسفل الظهر.
المشية العرجاء: قد تشير إلى الإصابة بهشاشة العظام أو بسبب حمل حقيبة يد ثقيلة. هشاشة العظام في الحوض تؤدّي إلى عدم قدرة الحوض على حمل ثقل الجسم، وبالتالي المشية العرجاء. وحمل حقيبة يد ثقيلة على الكتف الأيمن تضغط على هذا الجانب من الجسم وتؤدّي مع الوقت إلى أن تصبح الرجل اليسرى أطول قليلا بسبب الضغط على الرجل اليمنى إضافة إلى انحناء العمود الفقري، ما يزيد الضغط على أسفل الظهر والشعور بالألم.
مشكلة استخدام الدرج: قد تشير إلى احتمال الإصابة بالأورام أو التهاب مفصل الركبة. ومن العلامات المبكّرة على الإصابة بالأورام (التقرّحات على جانب اصبع القدم الكبير)، هو الشعور بالألم لدى صعود أو نزول الدرج بقدمين حافيتين، حتّى وإن لم تكن هناك أيّة علامات لتقرّحات، فالألم قد يعني زيادة تآكل المفصل، وعمليّة صعود ونزول الدرج تتطلّب ثني الإصبع الكبير ما يؤدّي إلى ألم المفاصل.
الدوس الثقيل: قد يشير إلى احتمال الإصابة بنقص فيتامين "ب12"، أو عدم انضباط السكّري. عندما تدوس أقدامنا على الأرض، ترسل إشارة إلى الدماغ بموضع القدم، ولكن في حالة الإصابة بنقص فيتامين "ب12" أو عدم انضباط السكّري، يضعف هذا الإحساس وبالتالي يتأخّر إرسال الإشارة إلى الدماغ، فيرفع القدم والرجل عاليا ويضربها بالأرض ليعرف موضع القدم منها.
ضرب القدم بالأرض: قد يشير إلى احتمال الإصابة بعرق النسا، الأمراض العصبيّة الحركيّة، السكتة الدماغيّة أو السكّري غير المنضبط، حيث في هذه الحالات يفقد الشخص السيطرة على عضلات رجليه، فعندما يمشي يحتاج إلى رفع ركبتيه أكثر مما ينبغي لمنع انجرار القدم على الأرض.
المشي غير المنتظم: قد يشير إلى احتمال الإصابة بمرض باركنسون، وهو اضطراب عصبي يتطوّر بشكل تدريجي بسبب نقص مادّة كيميائيّة في الدماغ تدعى دوبامين، ما يؤدّي إلى فقدان القدرة على التحكّم بالعضلات والحركة، وبالتالي المشي غير المنتظم. وقد يتأرجح الجسم إلى الأمام وإلى الخلف ما يسبّب السقوط في بعض الأحيان.
قدم واحدة تزحف على الأرض: قد تشير إلى احتمال الإصابة بالديسك في الظهر أو احتمال السكتة الدماغيّة. هذا سببه ضعف بعض العضلات. طريقة المشي العادي هي البدء بوضع الكعب على الأرض يتبعها الأصابع، أمّا في هذه الحالة يتمّ سحب القدم على الأرض وأحد الأسباب لذلك أيضا هو التعوّد على الجلوس بوضع قدم فوق الأخرى ما يؤدّي إلى الضغط على الأعصاب والإضرار بها.
المشية الواثقة: قد تشير إلى الرضا الجنسي لدى المرأة.
ضرب الركب ببعضها: قد يشير إلى احتمال الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. وهذا النوع من الالتهاب يسبّب ثني الركبتين تجاه بعضهما البعض مع توسيع المسافة بين الكاحلين فيسبّب طريقة مشي غريبة.
المشي على أطراف الأصابع لدى القدمين: قد تشير إلى احتمال الإصابة بالشلل الدماغي أو صدمة النخاع الشوكي. في هذه الحالة، تصل أصابع القدم إلى الأرض قبل الكعب بسبب فرط نشاط العضلات الناتج عن خلل في عمل المستقبلات في الدماغ، أو بسبب تلف النخاع الشوكي أو الدماغ.
المشي على أطراف الأصابع في إحدى القدمين: قد يشير إلى احتمال الإصابة بالسكتة الدماغيّة، حيث يتمّ خلالها تلف جانب واحد من الجسم.
الوثب: قد يشير إلى الإصابة بشدّ عضلة الساق بشكل غير عادي. النساء معرّضات لهذه المشكلة أكثر من غيرهنّ بسبب ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي.
وأخيرا عزيزي القارئ، المشي ليس فقط صحة للجسم وحفاظ على لياقته, بل أيضا مؤشر ينبؤنا بالكثير عن صحة أجسادنا.