قبل رمضان .. استشاري يحدد ضوابط صيام أطفال سكري "الانسولين" ويوجه رسالة للأطباء
الثلاثاء 22 شعبان 1444 هـ - الثلاثاء 14 مارس 2023 م 10:03:56 AM
محمد داوود- جدة:
أكد أستاذ واستشاري غدد الصماء والسكري لدى الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، أن سلامة مريض السكري مع صوم رمضان هي الأساس الذي يعتمد عليه " هل يصوم أم لا " ، والطبيب المعالج هو من يقرر ذلك ، لكون السلامة أولا هي أفضل وسيلة في الممارسة الطبية وهذا ضروري للحفاظ على الروح والنفس ، وفي الواقع ينبغي أن يكون قرار الصيام من عدمه هو قرار فردي "يعتمد على حالة المريض ولا يجوز التعميم" فكل فرد يختلف عن الأخر ، فالقاعدة الأساسية هي الفردية وليس "التعميم".
وأشار إلى أن المخاطر الكبرى المحتملة حدوثها خلال الصيام لمن لديه داء السكري هي : نقص حاد في نسبة السكر في الدم وما يصاحبه من مضاعفات خطيرة محتملة مثل لا قدر الله "الغيبوبة أو التشنج" ، وزيادة نسبة سكر الدم مع إحتمالية حدوث الحماض السكري الكيتوني ، وفقدان السيطرة على حسن إنتظام قراءات السكر في الدم بسبب تخفيض جرعات الأنسولين والإفراط في تناول الطعام خلال ساعات الليل ، حدوث الجفاف أو الجلطات الدموية بسبب قلة شرب الماء ، كما أنه قد تزداد معدل التنويم في المستشفيات بسبب حدوث مضاعفات السكري الحادة.
وتابع البروفيسور الأغا: القرار للصيام الآمن من عدمه يعتمد على الحالة الصحية للمريض - فكما أشرت - ليس" كل مريض مثل الآخر" فهناك من لديهم مخاطر صحية منخفضة مقابل آخرين لديهم مخاطر صحية عالية ، فإذا كان مريض السكري لديه انتظام جيد في مستويات السكر، فخطر الصوم على الصحة سيكون قليلا ، أما إذا كان المريض لديه تقلبات السكر في الدم متفاوتة فعلى سبيل المثال تقلبات السكر ما بين 400 ملغ/ ديسيلتر في يوم وهبوط السكر إلى 50 ملغ / ديسيلتر في اليوم الآخر فخطر الصوم على الصحة سيكون عالياً ، ومن قواعد الصيام الآمن لصوم مرضى السكري إتباع نظام غذائي صحي متوازن في شهر رمضان ، وممارسة الرياضة الليلية بما في ذلك صلاة التراويح ، كما يجب على من يريد الصوم عمل تحليل السكر المنزلي المتكرر ، وينصح بتركيب حساس السكر الذي يقيس المستويات على مدار الساعة لأن لدى هذه الحساسات جرس إنذار عند هبوط أو إرتفاع نسب السكر في الدم ، كما يجب على من يريد الصوم إتباع علاج الأنسولين المكثف بمعنى نظام الإبر المتعددة ، ويجب لمرضى السكري مراجعة الطبيب المعالج لإجراء تعديلات الجرعات الخاصة لصيام رمضان.
وقال إنه يمكن تصنيف المرضى الذين يعانون من داء السكري النوع الأول إلى فئتين على أساس مستوى الخطورة المرتبط بالصيام ، إما فئة عالية الخطورة أو فئة منخفضة الخطورة. ، إذ يحظر على الأشخاص من الفئة عالية الخطورة أن يصوموا لمنع إيذاء أنفسهم على أساس اليقين أو رجوح إحتمال حدوث الضرر ، بالمقابل الحكم الموصي به لمن هم في فئة منخفضة الخطورة بأن يصوموا، فالفئة عالية الخطورة "يجب أن لا تصوم" لاعتبارات حدوث حالة نقص السكر في الدم الحاد المصاحب للإغماء أو التشنج الثلاث الأشهر السابقة قبل رمضان ، ومن لديه نقص السكر المتكرر في الدم ، ومن لديه عدم الإحساس بعلامات نقص السكر ، والتحكم في نسبة سكر الدم الغير منتظمة (تحليل) السكر التراكمي فوق 10%) ، ايضاً حدوث حالة الحماض السكري الكيتوني خلال الثلاث الأشهر السابقة ، واليافعات والشابات الحوامل من لديهن داء السكري ، ومن لديه مضاعفات السكري المزمنة مثل إعتلال الشبكية السكري المتقدم أو إعتلال السكري والقصور الكلوي أو أي من مضاعفات السكري المزمن.
ويشير البروفيسور الأغا إلى أن الفئة منخفضة الخطورة الذين "يسمح لهم بالصيام" فهي فئة تشمل من يسيطرون على قراءات السكر بشكل جيد ومحافظون على حسن انتظام معدل السكر التراكمي في المعدلات الجيدة ، كذلك الذين يستخدمون تكنولوجيا السكري مثل حساس السكر أو مضخة الأنسولين أو كلاهما ، ومن هم بصحة جيدة الغير مصابين بمضاعفات السكري المزمنة.
ونصح مرضى السكري بضرورة عدم كسر قاعدة الحمية والرياضة، والحرص على التغذية الصحية خلال شهر رمضان إذ يجب أن يكون النظام الغذائي صحيًا ومتوازنا ، وضرورة تجنب تناول الكميات الكبيرة من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات البسيطة والدهون، خاصة عند وجبة الإفطار ، ومن المستحسن تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات "المعقدة" في وجبة السحور، والتي ينبغي أن تؤكل في وقت متأخر قدر الإمكان قبل "أذان الفجر" كما ذكر في الهدي النبوي ، وتناول السوائل خلال ساعات الليل لتعويض ما خلال ساعات النهار ، ومن الضروري إتقان حساب الكربوهيدرات من أجل تجنب أن تكون الجرعة أقل أو أكثر من حساب الكربوهيدرات ، وممارسه الرياضة الليلية ، وتجنب النشاط البدني المفرط إلى خطر نقص السكر في الدم ، كما يجب إعتبار صلاة التراويح جزءا من برنامج التمارين الرياضية صلاة التراويح اليومي.
ويؤكد البروفيسور الأغا أن مراقبة نسبة السكر المتكررة (أمر) ضروري للصيام الآمن ، قد يعتقد بعض المرضى الذين يعانون من داء السكري أن فحص مستوى السكر في الدم خلال ساعات الصيام يجرحه، ولكن هذا ليس هو الحال ، ففي الواقع التوصيات بزيادة مراقبة نسبة السكر أكثر من المعتاد أثناء الصيام للتأكد من بقاء قراءات السكر ضمن مستوى مقبول ، كما أن مراقبة السكر في الدم بانتظام أثناء الصيام هو المفتاح لتجنب حالات الطوارئ الصحية ، فالذين يستخدمون أجهزة مراقبة السكر المستمر قادرون على السيطرة على السكر في الدم في كثير من الأحيان.
ونصح البروفيسور الأغا ، الأطباء المعالجين لمرضى السكري المعتمدين على الانسولين بتشجيع مرضاهم على استخدام أجهزة حساسات السكر لكونها تحمل جرس الإنذار الخاص بالانخفاضات والارتفاعات وكذلك الرصد المستمر لقراءات السكر مما يساعد بشكل كبير في منع المضاعفات بإذن الله ، وهذه الأجهزة متاحة على نطاق واسع في العالم وفي مملكتنا الحبيبة ، وتساعد معظم المرضى من هم على عقار الأنسولين على الحصول على صيام آمن بأذن الله ، أما من هم على أجهزة تحليل السكر المنزلي فيجب عليهم إجراء التحاليل كما يلي : في آخر ساعتين قبل غروب الشمس ، بعد الإفطار بساعتين ، بعد السحور بساعتين ، وقت يشعر به المريض بأعراض نقص سكر الدم.
وخلص البروفيسور الأغا إلى القول : التعديلات التي يوصي بها الطبيب في بروتوكول الدواء والتوصيات العلاجية لها أهمية كبرى في الصيام الآمن لمرضى سكري الانسولين ، كما أن تطبيق التكنولوجيا الحديثة من قبل المرضى سواء حساس السكر أو مضخة الأنسولين يزيد من السلامة الصحية خلال فترات الصيام.