الأغا : تطبيقات المطاعم أبعدت الأكل الصحي من المنازل والسمنة والسكري صديقان لا يفترقان
الثلاثاء 22 ربيع الأول 1444 هـ - الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 م 02:43:24 PM
الطبيب - محمد داوود- جدة
كشف أستاذ واستشاري الأطفال وغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، أن العلاقة التي تربط ( السمنة والسكري النمط الثاني ) علاقة وثيقة توصف بـ" صديقان لا يفترقان " ، فالأطفال الذين يعانون من السمنة دون أي علاجات يكونون أقرب تعرضاً لمقاومة الانسولين ومن ثم الإصابة بالسكري (النمط الثاني) لا سمح الله ، مبيناً أن النمط الأول عادة يصيب الأطفال النحاف الذين لا يعانون من السمنة، وذلك بسبب مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا بيتا التي تفرز الإنسولين، وهنا يحتاج المصاب بداء السكري من النوع الأول إلى هرمون الإنسولين، ويتم الحصول عليه إما عن طريق الحقن أو مضخة الإنسولين ، والهدف من العلاج المحافظة على بقاء سكر الدم في المستوى الطبيعي قدر المستطاع، بالإضافة إلى تجنب المضاعفات.
وقال "الأغا" إن النوع الثاني من السكري مرتبط بنمط الحياة وتحديداً في جانبين هما : عدم ممارسة أي نشاط رياضي ، والثاني زيادة إستهلاك أطعمة السعرات الحرارية ، فللأسف نجد الآن التطبيقات العديدة للمطاعم التي أبعدت الأكل الصحي من المنازل وفرضت وجباتها ذات السعرات الحرارية العالية والدهنية ، إذ زاد إستهلاك الفرد للأطعمة المقلية أكثر عن المسلوقة أو المشوية ، وهنا أصبح الاستهلاك للسعرات يومياً يفوق الوصف في ظل غياب ممارسة أي نشاط رياضي يساعد على حرق تلك السعرات ، ومع مرور الزمن تظهر بوادر زيادة الوزن وصولاً إلى مرحلة السمنة التي تعزز من فرص التعرض لمقاومة السكري ومن ثم الإصابة بالسكري النمط الثاني ، كما نجد من الأمور غير الصحية استهلاك المشروبات الغازية بدلاً عن العصائر الطازجة الصحية والمفيدة وليس السكرية المعلبة الجاهزة ، بجانب قلة الاهتمام بتناول الخضراوات والفواكه والاهتمام بتناول وجبات خفيفة غير صحية لا قيمة غذائية لها.
وتابع أنه في مرحلة مقاومة الانسولين تقل قدرة الإنسولين الطبيعي بالجسم على تخفيض مستوى الجلوكوز بالدم ، ويتسبب هذا في ارتفاع مستوى الجلوكوز فوق المعدلات الطبيعية ، وهذه المرحلة تحذيرية وفرصة للفرد في تصحيح العادات الغذائية الخاطئة مع ممارسة الرياضة حتى يتخلص الجسم من الكيلوجرامات الزائدة وبالتالي منع التعرض للإصابة بالسكري ، فخلال شهور بسيطة يمكن تفادي هذه المرحلة ، وهناك بعض العلامات التي تظهر على بعض الأشخاص وتكشف وصولهم لمرحلة مقاومة الانسولين منها ظهور بقع داكنة مخملية وخصوصًا على الرقبة والإبط ، والعطش الشديد فقد يشعر الأشخاص المصابون بمقاومة الأنسولين بالعطش أكثر من المعتاد ، وغيرها من الأعراض التي يتم تحديدها بالتحاليل .
وأردف: من الأمور التي زادت مشاكل زيادة الوزن عند الأطفال هي الجلوس مع الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة ، فالتكنولوجيا نعمة لأنها سهلت أمور كثيرة في حياتنا ، ولكن للأسف البعض حولها إلى نقمة من خلال التعامل معها بطريقة تنعكس وتؤثر سلباً على الصحة ، فليس من المنطقي أن يجلس الطفل الصغير أو اليافع ساعات طويلة وراء الألعاب الالكترونية دون أي حراك ، ويستهلك الأكل والوجبات غير الصحية ، وكل هذه الأمور تنعكس على صحته ووزنه ، وقد أكدت جمعيات طب الأطفال العالمية أنه يجب أن تكون ساعات استخدام الأجهزة عند الأطفال لا تتجاوز الساعتين فقط يومياً ، ولكن المؤشرات لدينا عكس ذلك ، وبالفعل رصدت الكثير من المشاكل الصحية على الأطفال بسبب قضاء الساعات الطويلة وراء الأجهزة.
وخلص "الأغا" إلى القول: صحة الأطفال أمانة في أعناقنا ، إذ يجب أن تكون الأسرة حازمة في تعاملها مع الأبناء في الأمور التي تؤثر على صحتهم ، ومنها حثهم على الأكل الصحي وتجنب الوجبات السريعة قدر الإمكان ، واستبدال المشروبات الغازية بالعصائر الطازجة والماء الصحي، والحرص على ممارسة الرياضة الجماعية مثل المشي على الأقل 5 أيام في الأسبوع لمدة 30 دقيقة يومياً، وتوجيه الأطفال بمنع استخدام الأجهزة الإلكترونية في غرف النوم، وعدم التساهل في هذا الأمر حفاظاً على سلامة صحتهم، والنوم الصحي بإعطاء الجسد كفايته من ساعات النوم لسلامة وتعزيز الصحة العقلية أو الجسدية أو النفسية.