مفاهيم متضاربة حول اللبن الحليب وأهميته بقلم د. رشا عمران
2010-12-22 07:24:05
تتناقل وسائل الإعلام، من حين إلى آخر، عناوين متضاربة حول الحليب وصحّة الإنسان، من بينها ما يدّعي أنّ الحليب يسبّب أضرارًا للجسم، مثل "الحليب يسبّب السرطان" أو "استهلاك الحليب يضرّ بالعظام"، ومن بينها ما يمدح الحليب ويستعرض فوائده
وعلى الرّغم من الالتباس الإعلامي حول احتياجات الإنسان للحليب ولمنتجاته، فقد حظي الحليب ومنتجاته، في الفترة الأخيرة، باهتمام كبير في الوسط الطبّيّ بسبب تراكم الأبحاث التي كشفت أهمّية استهلاك الحليب ومنتجاته بالنسبة للإنسان. وتم التوصل إلى ورقة توضح أهمية الحليب في كل مرحلة عمرية .
أفضل غذاء للأطفال
يشكّل حليب الأم أفضل غذاء للأطفال، حيث يوفّر السعرات الحرارية والموادّ الغذائية الضرورية الملائمة لاحتياجات الطفل من حيث الكمّية والنوعيّة حتى سنّ 6 أشهر.
حليب البقر
الطفل الذي لا يرضع أو الذي يرضع بشكل جزئيّ يحتاج إلى حليب الأطفال كغذاء حتى جيل سنة. إنّ حليب الأطفال على أساس حليب البقر هو النوع المفضّل، حيث لا ينصح باستخدام حليب الأطفال على أساس حليب الصويا إلا في الحالات التي يعاني فيها الطفل من حساسيّة من حليب البقر.
مهم للنساء الحوامل والمرضعات
تُنصح النساء الحوامل والمرضعات بدمج الحليب ومنتجاته في غذائهم اليوميّ.
منتجات الحليب
يمكن أن نضيف للطفل اللبن والأجبان منذ بداية الشهر العاشر، كما يمكن إضافة حليب البقر في تحضير المأكولات المختلفة للطفل، مثل الصلصات والشوربات. بعد أن يبلغ الطفل سنةً من العمر، يُنصح باستخدام حليب البقر أو حليب أيّ حيوان آخر كمشروب أساسيّ. إنّ سبب تأجيل حليب البقر إلى حين بلوغ الطفل سنةً من العمر هو تجنّب فقر الدم ("الأنيميا") بسبب حاجة الطفل إلى تناول غذاء غنيّ بالحديد.
لا بديل لحليب الأم والأطفال
إنّ مشروبات الحليب النباتيّة مثل الصويا، الأرزّ واللوز لا توفّر الاحتياجات الغذائيّة للأطفال، ولا تشكّل بديلاً لحليب الأمّ أو لحليب الأطفال على أساس حليب البقر.
الكالسيوم وكتلة العظام
بالنسبة إلى الأطفال والمراهقين، إنّ استهلاك كمّيات كافية من الكالسيوم ضرورية لتوفير الكتلة العظمية القصوى وللتقليل من احتمالات الإصابة بالكسور وبمرض هشاشة العظام لمدى الحياة. يشكّل الحليب ومنتجاته مصادر هامّة للكالسيوم ويُوصى بتشجيع استهلاكها لدى الأطفال والمراهقين.
مصدر غنيّ بالكالسيوم
يعتبر الحليب ومنتجاته مصدرًا غنيًّا للكالسيوم بسبب احتوائها على كمّيات عالية من الكالسيوم وبسبب جودة امتصاص الكالسيوم منها. إنّ امتصاص الكالسيوم من منتجات الحليب لا علاقة له بمستوى الدهون فيها.
غذاء صحيّ ومتوازن
يُنصح بإدخال منتجات الحليب في غذاء الأطفال اليوميّ كجزءٍ من غذاء صحّيّ ومتوازن. إنّ الحليب ومنتجاته توفّر مصدرًا رئيسيًّا لعناصر غذائيّة ضرورية، كما تحسّن من الجودة العامة لغذاء الطفل. من بين الموادّ الغذائية التي يوفّرها الحليب ومنتجاته: البروتين ذو الجودة العالية، الكالسيوم، البوتاسيوم، المغنيزيوم، فيتامين A ، وفيتامينات B .
ظواهر سلبية لا علاقة لها باستهلاك الحليب
لا علاقة بين الظواهر التالية وبين استهلاك الحليب، إذ إنّها لا تشكّل سببًا للتوقّف عن استهلاك الحليب:
• الربو (الأستما)
• السّعال المزمن
• النزلة الصدرية
• البلغم
ولا حتى عند الإسهال!
لا يستوجب الإسهال الحادّ لدى الأطفال التقليل من، أو التوقّف عن استهلاك منتجات الحليب، حيث يُنصح بالاستمرار في التغذية العادية، إلا في حال الشكّ بوجود حساسيّة ضدّ سكّر اللاكتوز الموجود في الحليب.
دهون أقل
إنّ استهلاك الحليب مرتبط بوزن وبكتلة دهون أقلّ لدى الأطفال والمراهقين (أي، يقلّل من احتمالات الإصابة بالسمنة)، كما أنّه يحمي الجسم من ضغط الدم المرتفع ومن مرض السكّري من النوع الثاني.
"ليل مع نهار"
استنادًا إلى دائرة الزراعة والتغذية الأمريكيّة، يُنصح الأطفال في جيل سنتين حتى ثماني سنوات باستهلاك حصّتين يوميًّا، على الأقلّ، من منتجات الحليب، بينما الفئة العمريّة التي تبدأ بالأطفال من جيل 9 سنوات مرورًا بسنّ البلوغ والشباب وانتهاءً بالشيخوخة، فيُنصح لها باستهلاك ثلاث حصص يوميّة على الأقلّ من الحليب ومنتجاته. وتعرّف الحصة الواحدة بما يلي:
• 240 ملليتر حليب
• 125 غرام جبنة، 5% دسم
• 200-240 ملليتر من اللبن
لعل وبعد كل ما ذكر أعلاه, سوف ينتهي النقاش حول أهمية الحليب وفوائده للإنسان, وخاصة للأطفال.