لاحظت من خلال عملي في أكثر من بلد، أن قسم كبير من المرضى العرب لا يلتزم الدقة في مواعيد الزيارة الطبية. كما أن هناك عدد معين لا يأتي أساسا على الموعد المحدد لإجراء الفحوصات، مما يسبب تعطيل لعمل الطبيب و ضرر على المصلحة العامة.
إذ أن من العادة الإعتذار المسبق عن الموعد لإتاحة المجال لمريض آخر قد يكون بأمس الحاجة لموعد مبكر.
و بعد إجراء إحصاء بسيط وجدت أن معظم فحوصات من لا يأتي على الموعد من العرب هي فحوصات ذات طبيعة وقائية.
مع اننا تعلمنا في الصغر أن "درهم وقاية خير من قنطار علاج" الا ان المريض العربي عادة ما يأتي لزيارة الطبيب فقط عند حصول العوارض من أوجاع و غيره، و كثيرا من الأحيان بعد فوات الأوان.
إذ أن هناك أمراض تتغلغل بالجسم و تبدأ بأحداث الأضرار قبل إعطاء أي عارض أو وجع من أمثال مرض السكري و الضغط و بعض أمراض القلب و الشرايين و أغلب الأمراض السرطانية كسرطان البروستات و المثانة و الكلى، الرحم، الثدي ، المصران و غيرها...
من هنا أحببت أن ألفت نظر الأصدقاء أن بالإمكان اليوم التغلب على كثير من الأمراض حتى السرطانية منها عند الكشف المبكر و عدم انتظار العارض إذ أن فحص مخبري بسيط كفحص الدم مثلا او زيارة دورية عند الطبيب ممكن أن تقينا من خطر الأمراض و أضرارها الجسيمة التي قد تكون أحيانا مميتة.
الدكتور حسام زمرلي
اخصائي في جراحة الكلى و المسالك البولية