الصداع من أكثر الشكاوى انتشارًا بين الناس.. وأسبابه عديدة.. أمراض باطنية، نفسية، عصبية، أمراض الجيوب الأنفية.. والأسنان.. وكذلك العيون.
وبالتالي فأي شكوى من الصداع... قد يكون من المفيد في بعض الحالات استشارة طبيب العيون.
ومن أكثر أسباب الصداع انتشاراً أخطاء انكسار العين خصوصاً طول النظر والاستجماتيزم ... ونادرًا قصر النظر ...
ففي طول النظر... تحول عضلات العين الداخلية باستمرار إصلاح خطأ الانكسار لتكون صورة واضحة على الشبكية ، ويزداد هذا المجهود عند النظر للأشياء القريبة مثل القراءة، والعين فى طفولتها وشبابها عندها فائض من قوة تكيف الإبصار ، ولكن مع مرور الوقت يقل هذا الفائض.
ويبدأ ظهور الصداع عند القراءة.. أو مشاهدة التليفزيون.. وهي علامة لحاجة العين للمساعدة بنظارة طبية.
أما فى الاستجماتيزم...فالعين تحاول بصفة مستمرة إصلاح الصورة على الشبكية بانقباض عضلات العين ... بدون نتيجة ... ألا الصداع ... الذي لا يشفي بأي دواء ... إلا بالنظارة ...
والنظارة غير المضبوطة... في وضعها أو في صناعتها ... قد تؤدي إلى الصداع ... ولذلك فتعاون الطبيب مع النظاراتي واجب لخدمة المريض ... وعلى الأخير الرجوع للطبيب بعد عمل النظارة للتأكد من مطابقاتها للكشف الطبي.
ومن الأسباب الأخرى في العين التي تؤدي للصداع ... الحول الخفي أو الكامن ومعنى ذلك أن العين لها استعداد لحدوث حول ... ولكن العينين تبذلان جهداً عصبياً عضلياً مستمراً لكي تحافظا على النظر الموحد بالعينين ... هذا الجهد المتواصل المستمر ... لابد أن يؤدي إلى لحظة ما إلى الصداع ... ولن تنفع أي وسيلة علاج إلا علاج الحول الكامن ... في صورة نظارة طبية ... أو تدريبات لعضلات العين ... أو عملية جراحية أحياناً ... في عضلات العين.
أما بعد سن الأربعين ... فإذا استبعدنا الأسباب السابق ذكرها ... فقد يصحب الصداع وجع وألم في العين مع احمرار ... وتدميع قد يضعف النظر بدرجة بسيطة كما لو كان زجاج النظارة عليه تراب ... فى حالات التهاب القزحية ... أو قد يكون ضعف النظر شديداً مع الصداع الشديد ... كما في حالة الجلوكوما الحادة ... ولذلك فأي صداع بعد سن الأربعين لابد من فحص العينين.
وقد يكون الصداع بسبب خارج العين ... وداخل المخ ... زيادة الضغط داخل الجمجمة ، وعندما يشك الباطني أو أخصائي الأعصاب فى ذلك ... فسرعان ما يحيل المريض إلى أخصائي العيون ... الذي يفحص قاع العين ... ويجد تورماً فى حلمة العصب البصري ... فيساعد فى التشخيص المبكر ... واتخاذ الخطوة الثانية في العلاج الشافي نحو علاج زيادة الضغط داخل الجمجمة بناء على نصيحة أخصائي العيون.
والصداع النصفي منتشرًا جدً وفيه يحس المريض بنوبات صداع في نصف الرأس وقد يسبقها رؤية ألوان أمام إحدى العينين أو ضيق في ميدان النظر ... مما يزعج المريض كثيراً ... خوفاً على فقد بصره ... ولكن فحص الطبيب يؤكد التشخيص وسلامة العينين.
دكتــور محمد السقا عيد
استشاري طب وجراحة العيون
عضو الجمعية الرمدية المصرية