2011-12-14 05:23:55
كتبت/ جهاد عواد كان الأعسر منذ قرون موضوعا للفضول وحتى مبعث خوف، فيما كان عسر اليد يُعد وصمة في كثير من الأحيان، ولكن الباحثين يُدركون الآن الأهمية العلمية لفهم الأسباب التي تدفع الأشخاص الى إستخدام هذة اليد أو الأخرى في الكتابة أو الأكل أو رمي الكرة.
ويقول خبراء أن قوة إحدى اليدين بالمقارنة مع الأخرى تفتح نافذة على برمجة عقولنا، وقد تساعد في إلقاء ضوء على إضطرابات ذات صلة بتطور الدماغ مثل صعوبة التعلم والشيزوفرينيا، أو الفصام وإضطراب نقص التركيز، وفرط النشاط، وهي أمراض أكثر إنتشاراً بين الأشخاص العُسر.
وتشير الدراسات الأخيرة الى أن إستخدام اليدين بلا فارق في قوة يد على أخرى في الإستعمالات اليومية، قد يكون حتى أشد إرتباطاً بإضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط وربما بأمراض أخرى من عسر اليد. ويقول باحثون أن إحتمالات عسر اليد تكون أكبر بين الأطفال الذين تنجبهم أمهاتهم في سن متأخرة أو يولدون دون الوزن المتوسط مثلاً، كما تزداد هذة الإحتمالات لدى الأمهات اللواتي يتعرضن الى مستويات عالية بصورة إستثنائية من الضغط النفسي خلال الحمل. وتبين الدراسة عدم وجود إختلاف بصفة عامة في ذكاء الأعسر والأيمن على الضد من التصورات الشائعة، وهناك دلائل على أن الأعسر أفضل في التفكير على مستويات متعددة في آن واحد وهذا الأمر الذي يعتبر من عناصر الإبداع.
وأشارت الدراسة الى أن عسر اليد يرتبط بإرتفاع خطر الإصابة بعدد من الأمراض النفسية والإضطرابات التطورية، حيث أن 20% في المئة من المصابين بالشيزوفرينيا أو الفصام هم أشخاص عُسر. كما أشارت الدراسة الى إرتباط عسر اليد بصعوبة التعلم، وغضطراب نقص الإنتباه وفرط النشاط وبعض الاضطرابات المزاجية، ويرى العلماء ان هذة الظاهرة قد ترتبط بتقسيم عمل الدماغ، فالدماغ يتكون من نصفين كل نصف يؤدي وظائف متخصصة تختلف عن وظائف النصف الآخر مثل التحليل اللغوي الذي يجري في النصف الأيسر، وهناك روابط كثيرة بين النصفين. ويكون الجانب الأيسر من الدماغ هو المسيطر عادة لدى الأيامن في حين أن حوالى 70 في المئة من العُسر يعتمدون على النصف الأيسر بالنسبة للعمليات اللغوية، ويكون النصف الأيمن هو المسيطر لدى نسبة الـ 30 في المئة الأخرى أو يكون هذا النمط موزعاً بين النصفين. وقد يكون هؤلاء أكثر إستعدادا لمواجهة صعوبة في التعلم، أو الأداء، وأكثر تعرضاً لخطر الإصابة بإضطرابات دماغية.