وقد قالت مؤلفة الدراسة د. ايمي غيلفاند، طبيبة أعصاب الأطفال، في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، وعضو الأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب: " بما أن الصداع النصفي هو مرض وراثي بشكل كبير،فإن دراستنا تشير إلى أن مغص الرضع قد يكون مؤشرا مبكرا على أن الطفل يمكن أن يكون لديه استعداد للإصابة بالصداع النصفي في وقت لاحق من حياته ... والمغص قد يكون مثال آخر على متلازمة الطفولة الدورية، والتي غالبا ما تكون مؤشرا سابقا للاصابة بالصداع النصفي."
في هذه الدراسة قام الباحثون بدراسة حالة أكثر من 150 أم مع أطفالهن، حيث وضع العلماء أسئلة ذات معايير موحدة لتحديد المغص، ووجدوا أن الأمهات اللواتي كان لديهن تاريخ اصابة بالمغص كان أطفالهن أكثر عرضة للاصابة بالمغص بمقدار ضعفين ونصف من أولئك اللواتي لم يصبن بالصداع النصفي. ووجدوا أيضا أن 29% من الرضع يصابوا بالمغص الشديد عندما يكون لدى أمهاتهم تاريخ إصابة بالصداع النصفي، بينما تكون النسبة فقط 11% عندما تكون الأمهات غير مصابات بالصداع النصفي.
وقد تكون هذه النتائج لدراسة تمت على عينة صغيرة تحتاج للمزيد من الأبحاث والدراسات التي تشمل آلاف الحالات، إلا أنها تعد مثيرة للاهتمام، وممكن على الأقل أن تساعد الأمهات اللواتي لديهن تاريخ من الصداع النصفي في التعامل مع أطفالهن الرضع بطريقة أفضل وأكثر فاعلية. كما أنها قد تكون مفيدة في التعرف بشكل أكثر دقة على الأطفال المصابين بمتلازمة الطفولة الدورية من خلال سؤالهم عن تاريخ إصابتهم وهم رضع بالمغص الشديد. بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الدراسة تساعدنا على تعميق فهمنا للصور والطرق المختلفة التي يظهر بها الصداع النصفي خلال حياة