خاص – الطبيب:

شهدت جراحات العيون تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، لينعكس ذلك إيجابيا على نتائج العمليات الجراحية، وتعتبر جراحات القرنية من أكثر الجراحات التي استفادت من هذا التطور وذلك لاعتمادها على التكنولوجيا الحديثة خاصة تكنولوجيا الليزر.

ويوضح الدكتور طارق ابو زيد وحدة جراحات القرنية وتصحيح الإبصار بمستشفى مغربي بمدينة دبى الطبية إن زراعة القرنية أو ترقيع القرنية تعتبر من الجراحات القديمة نسبيا وقبل 10 سنوات كانت نتائج هذه العملية تعتبر مقبولة ولكن ليست ممتازة، ولذلك كانت تجرى فقط عندما يصبح المريض غير قادر على الرؤية، أما الآن فنحن نجري هذه العملية بمجرد تشخيص المرض الذي يتطلب هذا النوع من الجراحة، بذلك نوفر على المريض معاناة طويلة، وأيضا نحصل على نتيجة أفضل بعد التدخل الجراحي المبكر.  

أسلوب مغربي العالمي

 وقال :ترجع أسباب تحسن نتائج زرع القرنية لهذه الدرجة المبهرة في خلال وقت قصير نسبيا الى سببين أساسيين: السبب الأول هو تطور التكنولوجيا المستخدمة في العملية بجميع مراحلها ابتداء من تطور بنوك العيون ووسائل حفظ القرنية، مرورا بوجود شبكة ممتازة من بنوك العيون منتشرة في العالم ومتصلة بالانترنت لتسهيل وصول القرنية في الوقت المناسب، ووصولا إلى تطور الآلات والميكروسكوبات المستخدمة في الجراحة نفسها والتي تضمن الوصول إلى أفضل النتائج.

أما  السبب الثاني وهو الأهم في نظري فهو التوصل إلى طريقة جديدة في أجراء العملية تضمن عدم رفض الجسم للقرنية مدى الحياة. ومما يدعو للفخر إن هذه ألطريقه المطبقة عالميا   تعتبر باسم  " مغربي " فنحن نقوم بأجراء العملية بطريقة حديثة بمنطقة الخليج التي تشهد نهضة صحية  ملحوظة 00 والأسلوب الجديد يتلخص في أن تترك الطبقة الأخيرة من القرنية، وهي طبقة رقيقة جدا سمكها حوالي 10 ميكرون والمسئولة عن الاحتفاظ بشفافية القرنية، ولكنها أيضا هي المسئولة عن رفض القرنية إذا ما أدرك الجسم أنها غريبة عنه، لذلك نحن نترك هذا الطبقة في قرنية المريض دون تغيير، ونقوم بتغيير باقي القرنية، وبذلك لا يكون هناك احتمال لرفض الجسم للقرنية، حيث أن الطبقة الداخلية تعود للجسم المريض نفسه وليست غريبة عنه.

 نتائج ممتازة

وأضاف : إذا ما تمت العملية بهذه الطريقة أي الزرع الجزئي للقرنية تكون النتيجة أفضل من عدة نواحي فهي تعتبر عملية غير نافذة، أي أن الجراح لا يقوم بفتح العين وهذا يقلل احتمالات المضاعفات الجراحية كالنزيف والالتهابات الجرثومية، والميزة الثالثة هي أن الجرح يكون غير نافذ وبالتالي يكون الالتئام أسرع وأكثر أمانا حيث أن لا يوجد احتمال لأي تسريب من الجرح أو دخول ميكروب من الخارج.

ويترتب على ذلك سرعة النقاهة وعودة المريض إلى حياته الطبيعية وإلى عمله في مدة أقصر لأتزيد عن بضعة أيام مقارنة بـ 3 أو 4 أسابيع في حالات زرع القرنية الكلى وكما قلت لكم كان كل جراحي القرنية يدركون الميزة الكبرى للزرع الجزئي وهو عدم رفض الجسم للقرنية، ولذلك كانت هناك محاولات دؤبة للوصول بتحسين الرؤية بعد الزرع الكلي.

وتكللت هذه المحاولات بالنجاح منذ حوالي 4 سنوات، ولي أن أضيف هنا أن الجزء الأكبر من تطوير هذه العملية تم في مستشفى مغربي بجدة، وعندما نشرت الأبحاث نتائج هذه العملية بالمملكة ثم استعمالها بالأوساط العلمية الأمريكية والأوربية، والتي بدءوا بأجرائها هناك من حوالي عام واحد وهم أيضا حصلوا على نتائج ممتازة.

وقال الدكتور ابو زيد: أن خبرة مستشفيات ومراكز مغربي في هذا المجال أكبر من الخبرة العالمية مؤكدا أن هذا معروف على مستوى العالم كله، ولعل السبب الأهم وراء ذلك هو كثرة حالات القرنية المخروطية في المجتمعات العربية عن مثيلاتها في المجتمعات الأجنبية، وذلك يرجع على الأقل جزئيا إلى كثرة زواج الأقارب ولأسباب جينية وراثية وأيضا عوامل مناخية.

وأشار إلى أن المريض يمكنه معرفة مدى صلاحية القرنية المصابة لعملية زرع كلي من خلال إجراء بعض الفحوصات والتي نستطيع بها رؤية الخلايا الداخلية، وحالتها الوظيفية، فنستطيع تحديد إمكانية إجراء هذه العملية.