وأوضح الدكتور محمد عيد علي أخصائي التخدير الحائز على درجة الدكتوراة في التخصيص الدقيق بالتخدير الناحي عن رسالته التي حملت عنوان "تخدير الأعصاب المحيطية" دراسة مقارنة ما بين توجيه الإبر بالأمواج فوق الصوتية أو منبه العصب المحيطي أنه اجرى دراسة علمية ضمت 243 مريضا ومريضة مقسمين إلى ست مجموعات تم تخديرهم خلال عام ميلادي كامل من شهر ايار عام 2008 حتى شهر أيار عام 2009.
وبين حسبما ذكرت "سانا"علي أن النتائج التي تمخضت عن الدراسة تمثلت في ارتفاع نسبة النجاح من 97 الى 100 بالمئة في مجموعات فوق الصوت في حين تراوحت نسبة نجاح التخدير لمجموعات منبه العصب بين 85 الى 93 بالمئة.
وأشار الى أن الدراسة أظهرت قلة حجم المخدر الموضعي المستخدم بمجموعات فوق الصوت بالمقارنة مع منبه العصب و قلة حدوث الاختلاطات بكل المجموعات وتسكين الألم بعد العمل الجراحي لما يعادل 16 الى 20 ساعة من جراء حقنة واحدة وانجاز التخدير بزمن لا يتجاوز دقيقتين لمجموعات فوق الصوت بالمقارنة مع خمس دقائق لمجموعات منبه العصب.
وبين علي أن وضع أجهزة الايكو الجديدة في الخدمة الفعلية ساعد الاطباء على تطبيق هذه التقنية مضيفا أن الجهاز لا يقوم بالتخدير وإنما يحصل التخدير نتيجة حقن مواد مخدرة موضعية بالقرب من الأعصاب ويساعد على رؤية الأعصاب ويمكن من حقن الدواء بالقرب من المكان الصحيح.
ولفت علي الى أن تقنية التخدير كانت تتم في الماضي عن طريق ارسال الابر بشكل عشوائي اعتمادا على علامات تشريحية على الجلد وارسال تيار كهربائي عبر الإبرة ليحدث تقلص بعضلات الطرف المستهدف نتيجة تنبه الاعصاب المعصبة له.
وفيما يخص طريقة التخدير المتبعة في اغلب المشافي العامة والخاصة أوضح علي أن التخدير نوعان عام وناحي يتألف الناحي من التخدير المركزي والمحيطي الذي يدخل فيه المحيطي تخدير الأعصاب التي تغذي الطرفين العلوي والسفلي مشيرا الى أن التخدير العام يستخدم مزيجا دوائيا معقدا من أدوية منومة ومسكنة للألم ومرخية للعضلات اضافة الى غازات مختلفة كالأوكسجين ومخدر استنشاقي كالهالوتان.
وأشار الى أن المريض يتعرض في التخدير العام الى ادخال انبوب من الفم الى الرغامى من أجل تسهيل التهوية الآلية و حماية المريض من استنشاق مفرزات المعدة مبينا أن التخدير العام معقد ومحفوف بالمخاطر ولا يعرف عنه الجمهور أي شيء في اعتقاد منهم بأنه يتم بإبرة وريدية منومة وإبرة أخرى لإيقاظه.
ولفت علي الى أن التخدير الناحي أو تخدير ناحية العملية أو الطرف مرغوب به كونه يتم من خلال دواء وحيد ما يوءمن قلة الاختلاطات الدوائية والتسكين ما بعد العمل الجراحي لمدة اطول بكثير من التخدير العام ويسمح للمريض بتناول الطعام والشراب بعد العملية مباشرة وأقل كلفة من الناحية الاقتصادية ويقلل من اقامة المريض في المشفى ويقلص الاختلاطات التي تنجم عادة عن التخدير العام ومناسب للمرضى الذين يعانون من اصابات تنفسية أو قلبية أو كلوية أو كبدية.
وبين علي أن نسبة الوفيات الناجمة عن تخدير العمليات القيصرية القطنية اقل ب 17 ضعف مقارنة مع التخدير العام و كذلك فان نسبة الوفيات اقل ب 40 بالمئة في الجراحة العظمية المخدرة تخديرا ناحيا بالمقارنة مع التخدير العام.
وفيما يخص التخدير الناحي عند الأطفال بين بعض أطباء التخدير العاملين في المشافي التابعة لمديرية صحة درعا أن التخدير الناحي ينقص حاجة الطفل للمسكنات المركزية اثناء وبعد العملية ويخفض كمية الأدوية المخدرة أوالمسكنة اضافة إلى تخفيف الألم لساعات وصحو سريع للطفل على خلاف التخدير العام مشيرين الى أن التخدير الناحي يجرى عند الاطفال بعد المباشرة بالتخدير العام وذلك بسبب عدم القدرة على تخدير الطفل وهو واع وبالتالي وقايته من أي حركة مفاجئة تتسبب في حدوث الاختلاطات.
ولفتوا الى أنه يجب على طبيب التخدير أن يكون مدركا لطبيعة العمل الجراحي المنوي اجراوءه والتشريح الناحي لمنطقة العملية ليتمكن من اجراء التخدير المناسب كما يجب عليه أن يشرح خطته التخديرية للطبيب الجراح لانجاح العمل وكذلك اخذ موافقة الأهل بعد شرح محاسن التخدير والتأثيرات الجانبية التي قد تنجم عنه.
وأوضحوا أنه انجز في الآونة الآخيرة العديد من الحصارات لدى الأطفال بدقة عالية وفعالية متناهية نتيجة تطور الأدوية المخدرة الموضعية والمعدات المناسبة "منبه العصب المحيطي وجهاز الأمواج فوق الصوتية" مبينين أن التخدير الناحي للأطفال اجراء سليم دلت عليه الدراسات الطبية رغم حدوث بعض الاختلاطات كما أن العيب في بعض الدراسات يعود الى دراسة الحصارات المركزية دون دراسة حصارات الأعصاب المحيطية.
وأوضحوا أن الدراسة التي انتجتها جمعية التخدير للناطقين بالفرنسية والتي اجريت على مدى عام كامل و شملت 24409 حالات تخدير ناحي عند الأطفال كانت 60بالمئة منها حصارات مركزية و38بالمئة حصارات اعصاب محيطية و بينت الدراسة حدوث نسبة اختلاطات تقدر بـ 5ر1 لكل 1000 حالة تخدير في المجموعة المركزية في حين لم تسجل أي اختلاطات في المجموعة المحيطية كما بينت هذه الدراسة أن نسبة حدوث العسر البولي اقل و مدة التسكين بعد العملية اطول في مجموعة الحصارات المحيطية بالمقارنة مع الحصارات المركزية.
ولفتوا الى العديد من المزايا التشريحية والفسيولوجية عند الأطفال التي تجعل منه اجراء سهلا بالمقارنة مع الكبار أهمها عدم حدوث هبوط الضغط الشرياني كاستجابة للتخدير القطني او فوق الجافية بسبب وجود جملة ودية غير نامية او بسبب نقص سعة اوردة الطرف السفلي ما يجعل الحجم المندفع اليها بعد التخدير قليلا ولا يسبب أي تأثير وقد يكون بسبب المعاوضة الكبيرة عند الطفل مشيرين الى ان هبوط الضغط مزية الحصارات المركزية حيث أن بعض الحصارات القريبة من العمود الفقري مثل الحصار جانب الفقرات وحصار الضفيرة القطنية بالمدخل الخلفي قد تسبب انتشار للمحلول المخدر الموضعي الى المسافة فوق الجافية و بالتالي نقص اكتمال الغلاف الوعائي العصبي والسماح للدواء بالانتشار مسافة أكبر ما يؤمن تسكين بعد العملية أفضل من جرعة صغيرة من المخدر الموضعي كما يمكن أن تؤدي هذه الظاهرة الى نقص حدوث فرط الجرعة نتيجة الحقن المتكرر والتي تحدث أحيانا عند الكبار.