2009-11-12 01:54:15
دبي - :أكد الدكتور حنيف حسن وزير الصحة أن الإمارات من أوائل الدول التي أصدرت نظاماً للإعلانات الصحية، الذي أثبت أنه أداة فعالة لتصحيح مسار وممارسات عانى منها مجتمع الإمارات فترات طويلة ممثلة في الاعلانات المضللة، وبث مفاهيم ومعلومات خاطئة لها أثرها السلبي على الصحة بوجه عام .
أن مهنة الطب من أقدس المهن التي عرفتها البشرية، ومن أقدم المهن التي وضعت لها قواعد اخلاقية تضبط مسارها وتهذب ممارساتها، وفي حاضرنا المعاصر تكفلت المواثيق والمعاهدات الدولية بوضع القواعد القانونية وكذلك الدساتير المحلية في ابراز اهمية الحفاظ على جسم الانسان واعتباره حقاً مقدساً لايجوز المساس به إلا وفق الأصول العلمية المتعارف عليها .
وأشار وزير الصحة خلال افتتاح المؤتمر الإماراتي الأول للإعلانات الصحية، بفندق رافلز دبي تحت شعار
“الإعلانات الصحية واقع وتحديات”، إلى أن الجهات الصحية والصيدلانية أثبتت التزامها بنظام الإعلانات الصحية و”حرصت أن يأتي إعلانها وفق الضوابط والمعايير المعتمدة دون تجاوز أو غلو، ودون إسراف أو تفريط ولم تعد غير الحقيقة عنواناً في إعلاناتنا الصحية”.
مؤكداً على أن القيادة السياسية في دولة الإمارات أدركت أهمية ذلك المفهوم مبكرا، فعمدت منذ إعلان الاتحاد على إرساء وتأسيس منظومة تشريعية تحكم مزاولة مختلف المهن في الدولة، بدءاً من دستور الدولة الذي الزم المجتمع بأن يكفل الرعاية الصحية الشاملة لأفراده، وقد وضعت الدولة ذلك المبدأ الدستوري موضع التنفيذ في استراتيجياتها المتعاقبة، حيث وضح ذلك جليا في استراتيجية 2008-2010 فكان من اهم محاورها الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية وفقا لافضل الممارسات العالمية ومن ثم وفرت الامكانات وحشدت الطاقات لتحقيق هذا الهدف باستخدام احدث التقنيات الطبية، وبتوفير الكوادر المؤهلة تأهيلا عالياً، والتوسع في انشاء المستشفيات والمراكز الصحية وبتشجيعها للقطاع الصحي الخاص وقد حرصت الدولة أن يأتي ذلك كله تحت مظلة مجموعة من القواعد الأخلاقية وفي إطار آداب المهنة .
وعرض الدكتور عبدالكريم الزرعوني مدير إدارة الإعلانات الصحية بالوزارة، تجربة دولة الإمارات عن نظام الإعلانات الصحية والإجراءات المتبعة للترخيص الإعلاني وعن أهم الإنجازات التي تحققت.
ويستعرض المؤتمر عدداً من التجارب الإقليمية والعالمية في مجال تعزيز صحة المجتمع من خلال وضع وتطبيق الأنظمة والتشريعات الخاصة بالإعلان الصحي.
ومن جانبه قال الدكتور عبد الرحمن العوضي رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية إن مشكلة الإعلانات الصحية بالمنطقة تتمثل في عدة جوانب منها، السعي وراء الربح السريع على حساب المبادئ والقيم، عدم وجود قوانين رادعة أو مواثيق تنظم عملية الإعلان الصحي على المستوى العالمي أو الإقليمي، ضعف الإشراف الحكومي على القطاع الخاص للتأكد من صحة ما يعلن عنه، الإعلانات الذاتية عن العاملين في مجال الخدمات الصحية والتي تحمل مؤهلات غير حقيقية لغش المرضى وايهامهم بما ليس فيهم .
وأضاف: العديد من الإعلانات الصحية تفتقد المصداقية والأخلاقيات الإعلامية، الأمر الذي انعكس بطبيعته على مختلف العناصر المستهدفة التي دائما ما تكون فريسة سهلة تقع تحت تأثير تلك الإعلانات التي عمدت إلى الترويج بأساليب اقناعية لمنتجات طبية غير مرخصة يؤدي العديد منها لأضرار بالغة على صحة الأفراد .
وأشار إلى أن هناك غزواً إعلانياً منظماً استهدف الترويج لما يسمى بالعلاج البديل، ورغم أهمية هذا النوع من العلاج الذي ينبع من بيئتنا وتراثنا إلا أن هناك مبالغة كبيرة تصل إلى حد الشعوذة والنصب والاحتيال وتعد الإمارات أول دولة بالمنطقة تدرك خطورة أهمية تنظيم العمل بذلك النوع من العلاج حيث اشترطت على مزاوليه الالتزام بالقواعد والأسس التي وضعتها .
وقد حضر المؤتمر الذي أقيم بفندق رافلز بدبي الدكتور سالم الدرمكي مدير عام وزارة الصحة والمديرين التنفيذيين لوزارة الصحة، إضافة لعدد كبير من ممثلي الشركات الطبية العالمية .