لماذا نموت؟ ...... بقلـــم د. فادي مشارقة
2010-02-16 02:26:18
عند تجاوزأحدنا سن ال50 فإنه يفترض أنه على (حافة قبره) وأنه قد بلغ سن الشيخوخة وأنه موعد وفاته اقترب. يبدأ بالشعور بالإكتئاب والتحضير الروحاني لساعة الصفر وكأنه ميت لا محالة. يُصيبه الخمول والكسل ويُقنع نفسه أنه مريض حتى أنه لا يستطيع الحركة بنشاط وحيوية كالسابق.
يتوقف عقله عن التفكير والتخطيط ويقوم بكتابة وصيته وينعزل عن مجتمعه.
نرى أنه يموت فعلاً، لماذا؟
ان الإحباط والإكتاب المسيطران عليه قد منعاه من الحركة والنشاط البدني مما أدى إلى بداية اصابته بالأمراض المزمنة المُرتبطة بقلة الحركة وتخزين الأكل في الجسم كالسكري والضغط وتصلب الشرايين، أو أنه مصاب بتلك الأمراض فعلاً وقد دخل الآن في مرحلة مُضاعفات المرض مثل الجلطة والسكتة الدماغية والفشل الكلوي...الخ. وبسبب هذا الإحباط والكسل والخمول والشلل الفكري والجهل فإنه يتوانى عن العلاج بل إنه قد لا يتناول أدويته بسبب حالته النفسية التي أدخل نفسه بها. ومن ثم يتوفاه الله. ومن هنا تمت احصائية معدل العُمر في المجتمعات العربية من 50 إلى 65 وهي نسبة مُتفاوتة من مجتمع عربي إلى آخر تختلف على حسب العوامل البيئية والنفسية والإجتماعية بالإضافة للعادات الغذائية والمستوى الثقافي.
لماذا يعيش أفراد المُجتمع الغربي سنوات أطول؟
يبدأ التثقيف الصحي في الدول الغربية منذ الصغر وفي المدارس وفي وسائل الإعلام المرئي والمسموع شارحاً للعامة أهمية الحفاظ على الصحة ومخاطر الإصابة بالأمراض وماقد تسببه مضاعفاتها من مخاطر على الحياة.
كما تُلزم الحكومات في عدد من الدول الأجنبية سكانها على عمل الفُحوصات الطبية كل 12 شهراً لرصد أي تغيرات فيزيولوجية أو غير طبيعية مما يُساعد على اكتشاف المرض مُبكراً ثم علاجه واستئصاله. كما تُلزم بعض الحُكومات على عمل فحص للثدي لدى النساء فوق 35 سنة وذلك لارتفاع نسبة الإصابة بهذا المرض في هذا العُمر. هذا بالإضافة إلى تزويد المُجتمع بالنوادي الرياضية والشوارع الخاصة لممارسة النشاط البدني كالمشي والهرولة والجري مما يساعد على تقوية الجسم والمناعة وتنظيم ضغط وسكر الدم ويمنع من تراكم الدهون وتصلب الشرايين والأمراض التي تصيب الكبار من النساء والرجال. فنرى أن من هو في عمر 50 هناك أكثر قوة ونشاطاً بل وحيوية وشباباً من ابن ال 30 هنا.
حتى أن ممن يُعانون من السرطانات والأورام بأشكالها وأنواعها المُختلفة نراهم يسعون للعلاج والإلتزام به ونراهم يعيشون لفترات أطول من أفراد مجتمعنا خاليي الأمراض.
بسبب التثقيف والتوعية الصحية والثقافية هناك وادراكهم أن الإنسان البشري عضو عامل وهام وفعّال في الحياة نراهم أكثر اهتماماً والتزاماً بالعلاج والمتابعة الدورية لدى أطبائهم لذلك تُشير الإحصائيات إلى أن معدل العمر هناك قد يصل إلى 80 سنة.
أما هنا فنحن لازلنا بحاجة إلى التوعية والتثقيف الصحي لكي نُنتج ونسعد بحياتنا من خلال المحافظة على صحتنا كما يفعلون هناك