لسنا ننكر كأطباء وعلماء دور الفواكه والخضراوات وبعض الأعشاب في علاج وتطبيب بعض الحالات ولكن من خلال اشراف طبي من قبل أخصائيين صحيين، فعلى سبيل المثال ندرك جميعنا الفوائد الصحية والغذائية المتوفرة في فاكهة التمر من معادن وفيتامينات وعناصر غذائية هامة ومفيدة للجسم عموماً؛ ولكن عند اعياء أحدهم واصابته بأعراض كثرة الشرب، وكثر التبول فمن الخطر على حياته أن نقدم له التمر (كعادة قبلية)، أو (ادعائية) لعلاج ماتم ذكره لأنها أعراض كلاسيكية لداء السكري والذي يتميز بارتفاع نسبة سكر الدم عن المستوى الطبيعي مما سيزيد من تفاقم أعراض السكري بسبب مايحتويه التمر من سكريات، ومن تسريع حدوث مضاعفاته المعروفة كاعتلالات الشبكية واعتلالات الأعصاب واعتلالات الأوعية الدموية واعتلالات الكلى، ومن هنا يجب ارسال هذا المريض لأخصائي الغدد الصماء والسكري ليبدأ معه أو معها العلاج المناسب والذي يتراوح بين الحمية والنشاط البدني واستخدام أقراص خافضات السكر. كما يحظر تناول التمر من قبل المُصابين بفشل الكلى نظراً لإحتوائه على نسب عالية جداً من عنصر (البوتاسيوم) والذي لايتم تصريفه من الجسم في حالة الإصابة بفشل الكلى، هذا العنصر ان ازداد في جسم المُصاب بفشل الكلى فإنه يتعرض لخلل في ايقاعات القلب مما يسبب التوقف المُفاجئ لعضلة القلب وبالتالي الوفاة. ومن رؤية أخرى نرى تهافت المصابين والبسطاء على التداوي بما يعرف (بالعلاج بالكي)، هذا النوع من العلاجات يُستخدم في حالات خاصة وتحت اشراف طبي متخصص لعلاج بعض الأمراض الجلدية أو العصبية؛ لكن المُلاحظ في مجتمعنا البسيط هو اعتمادهم لهذا النوع من العلاج لعلاج أي عرض يصيب المريض أو المريضة. لست أنسى منظر أحد مرضاي عندما دخل قسم التنويم بعد مروره بقسم الطوارئ والذي كان جسده مشوهاً بسبب أن حكيم قبيلته نصحه بالعلاج بكي أطراف جسده لعلاج مشكلته التي تكمن في احتباس البول !!! وللعلم فإن العلاج بالكي قد يؤدي إلى الوفاة بسبب مايتعرض له المريض من آلام شديدة أثتاء عملية الكي. وبالمثل نرى في عياداتنا من يقبلون على العلاج بالحجامة والتي لها في الواقع دواعي استخدامات في حالات معينة على أن تكون من قبل مختصين صحيين، هؤلاء الذين يُعالجون بالحجامة عرضة بشكل كبير للإلتهابات البكتيرية والفيروسية بسبب البيئة التي تم افتعالها في جسم المريض من خلال كشف داخل جسمه للبيئة الخارجية والتي هي محط اهتمام ومكان سكن البكتيريا والتي بدورها تؤدي لحدوث الإلتهابات الشديدة وتراكم القيح والصديد ممايدخل المريض في صدمة أو تسمم دموي، هذا بالإضافة لتحفيز الجسم على النزيف الشديد من خلال جرحه والذي بدوره أيضاً يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تكون قاتلة في أحيان كثيرة. اضافة إلى احتمالية اصابة المريض بالتهاب الكبد الفيروسي جراء جرحه أو فتح جسده بمشرط تم استخدامه من قبل. ومن المُشاهد أيضاً تداوي الكثيرين بأعشاب مجهولة أو مستحضرات نباتية غريبة ومحضرة بطرق شعبية؛ ولنعلم أن السبب الرئيسي للفشل الكلوي الحاد هو بسبب التداوي بهذا النوع وهذه الكيفية من الأعشاب، ممايؤدي إلى تسمم الكلى وبالتالي فشلهما ومن ثم يحتاج المريض إلى جلسات غسيل الكلى بعد جراحة وعائية لإدخال قسطرة الغسيل. أطلب من الجميع أخذ الحيطة والحذر والأخذ بالإستشارة الطبية قبل الشروع بأي نوع من العلاجات السابقة وذلك حفاظاً على الصحة العامة وعلى جودة الحياة وتجنب حدوث المزيد من الأمراض والمضاعفات. ودمتم بصحة وعافية.
د.فادي مشارقة طبيب ومحاضر وباحث علمي