نسمع كثيراً عن قطرات وأدوية تباع فى الصيدليات وقد ينصح بها بعض الأطباء لمنع تدهور المياه البيضاء فما هى حقيقة هذه القطرات . ولماذا ينصح بها الأطباء؟
الرد على هذا السؤال يكون بسؤال آخر!؟ هل يمكن الوقاية من ابيضاض شعر الرأس ؟؟ أو هل يمكن إيقاف استمرار وتزايد بياض الشعر الناتج من تقدم العمر؟؟
الإجابة معروفة للجميع ... وهى أن ذلك غير ممكن . ويتساءل الدكتور محمد إذن ما دور القطرات والأدوية التى تباع فى الصيدليات والتى قد ينصح بها الأطباء لمنع تدهور المياه البيضاء ؟؟
إن انتشار هذه الأدوية مبنى على نتائج التجارب على حيوانات التجارب وهذه الأدوية قد تصلح فى الحيوانات لأنها (الأدوية) تًعطى فى مراحل مبكرة جداً من المرض.
أما فى الإنسان ، فإن المراحل المبكرة للكتاركتا لا يشكو منها المريض ولا يمكن للطبيب أن يكتشفها ... ومجرد أن يشكو المريض وأن يكتشف الطبيب هذا المرض يكون من المستحيل عكس الآية بالعلاج الطبي الدوائي حيث تكون الكتاركتا قد وصلت إلى مرحلة (تجمد) أو (تجبن) بروتينات العدسة.
هل يمكن أن تُعيد لبياض البيضة المسلوقة شفافيتها بعد تجمدها؟ أو هل يمكن أن تعيد لللبن سيولته بعد تجبنه؟
نقطة أخرى وهى أن كل ما قد يحدث فى حيوانات التجارب ليس بالضرورة حدوثه فى الإنسان.
من هنا تتضح نية شركات الأدوية التى تنتج هذه الأدوية وهى الأغراض التجارية ولأغراض الربح أساساً ، وقد يكون أيضاً كعلاج نفسى وإن لم ينفع لأن المريض كما يقولون كالغريق يستنجد أو يتمسك بقشة.
ولكن السؤال الآن هو : لماذا ينصح بعض الأطباء بهذه الأدوية بعد ما ثبت عدم فائدتها علمياً ؟ وأيضاً لماذا تسمح الدولة بتصنيعها أو استيرادها؟؟.
هناك سببان
السبب الأول : أن يلاحظ الطبيب أن بعض حالات الكتاركتا لا تتدهور بسرعة أو لا تتزايد مع استعمال هذه الأدوية فيكون هو مقتنع ولكن ليس على الأساس العلمي ، لأن الأساس العلمي ينبني دائماً على الإحصاءات العلمية والتجربة على آلاف المرضى ، وقد أثبتت هذه الدراسات عدم جدوى هذه القطرات.
السبب الثانى : أن الطبيب قد يصف هذه الأدوية لعلاج نفسى للمريض إلى أن يحين موعد مصارحته بضرورة إجراء الجراحة ، ولكن ذلك فى رأيي (والكلام للدكتور محمود صلاح الدين) – رحمه الله - لا ضرورة له إذ أن معظم المرضى يتفهمون الموقف عند شرح الأمور لهم.
وللإجابة على الشق الثانى من السؤال يقول الدكتور محمود صلاح الدين – رحمه الله- بدأت صناعة هذه الأدوية فى دول متقدمة مثل أمريكا ، ولكنها لا تستخدمها وذلك لاقتناعها بعدم جدواها بل تُصدَّرها وتبيعها للدول النامية فقط . وكما نعلم فإن الممنوع مرغوب والدولة هنا فى مصر تستجيب أحياناً لشكاوى المرضى وبعض الأطباء ... ولو أنه فى مصر أوقفت الدولة مؤخراً تصنيع واستيراد هذه الأدوية غير المجدية.
دكتــور محمد السقا عيد
استشاري طب وجراحة العيون
عضو الجمعية الرمدية المصرية