رولا حميد - طرابلس - لبنان:
في وقت تتنافس فيه شركات صناعة الهواتف المحمولة على تزويد مستخدميها باحدث التقنيات، فان عالم الاتصالات لم يعد مقتصرا على إجراء المكالمات الصوتية بل تعداه الى الكثير من التطبيقات من برامج محادثة وشبكات تواصل اجتماعي وسواها، وقد اصبحت الهواتف المحمولة ملازمة لحياة الناس ولم يعد باستطاعة الكثير من الناس الاستغناء عنها على مدار الساعة.
وبالمقابل أظهر الكثير من الدراسات والأبحاث مدى خطورة استخدام الهواتف المحمولة على صحة مستخدميها وتأثيراتها المحتملة جراء الاستخدام المتواصل للهواتف، والتي تبين أن اجهزة الهواتف الخلوية تحمل العديد من الجراثيم والبكتيريا والتأثير على المفاصل والاذن والدماغ ( من مشاكل في السمع إلى الأمراض السرطانية)، وما يمكن أن يسببه الاشعاع الصادر منها من امراض خطيرة على الجنين و على الجهاز التناسلي، عدا الأمراض النفسية مثل: القلق وقلة النوم والادمان، وكذلك الامراض الاجتماعية وتداعياتها على الفرد والمجتمع والأسرة.
البروفيسور الإيطالي والطرابلسي الأصل د. حسن سهيل زمرلي استشاري جراحة المفاصل والعظام دكتوراة الأبحاث السرطانية، في مدينة بولونيا الايطالية ومسئول قسم جراحة العظام في مستشفى "مارياسيسيليا" في مدينة فينسا والأستاذ المحاضر في جامعة لوغانو يعتبر أن الامراض ذات الصلة باستخدام الهواتف المحمولة والتقنيات الحديثة هي أمراض الجيل الحالي والاجيال القادمة، وهي تصيب مفاصل اليد والرسغ والعمود الفقري نتيجة للاستخدام المفرط لها، وهي تصيب مختلف الاعمار وخطورتها تكون اكثر عند الشباب والصغار".
الرقبة النصية
وأوضح أن استخدام هذه الأجهزة يؤدي الى الاستعمال المكثف للرسغ وابهام اليد وانحناء الرأس إلى الامام لمدة طوية، وهذه الوضعيات تسبب الإصابة بامراض العمود الفقري كالرقبة
وأشار إلى أنه كما تكررت هذه الوضعيات وطالت مدتها، يؤدي ذلك الى ارتخاء الاكتاف إلى الأمام وانقباض عضلات الصدر وانبساط عضلات الرقبة، مما يزيد التحميل على العمود الفقري والتسبب بالصداع والشد العضلي، وفي الحالات المتقدمة يؤدي الى تقوس العامود الفقري وتآكل الاقراص الفقرية"، مشددا على أن الأطفال اكثر عرضة للإصابة بالعمود الفقري الذي يكون مرنا في هذه المرحلة العمرية ويتأثر اكثر من الوضعيات غير السليمة بما فيها خلال تأدية الواجبات المدرسية وبسبب حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة".
سبل الوقاية
وعن سبل الوقاية من تلك الاعراض اوضح الروفيسور زمرلي "ان الوقاية والعلاج يكونان من خلال اتخاذ وضعيات سليمة والحرص على الجلوس بشكل معتدل عند القراءة أو العمل المكتبي، واستخدام الحاسوب والهاتف الخليوي، والتخفيف من استخدامه، واستخدام التسجيلات الصوتية بدل الكتابة، وممارسة الرياضة وخاصة السباحة".
وأشار زمرلي إلى أنه عند ظهور الأعراض السلبية فالعلاج الطبي يعتمد على الراحة والعلاج الفيزيائي والقيام بتمارين بسيطة ولكن بحذر للرقبة تقوي عضلاتها وتسهل حركتها، كشد عضلاتها بلطف، ثم إمالة الرأس نحو الأعلى والأسفل ومن جانب إلى جانب آخر، وتحريك العنق بعناية شديدة من اليسار وإلى اليمين، ثلاث مرات متتاليات.
إضافة الى استعمال الادوية للاوجاع والالتهاب وارخاء العضلات ومن الممكن اخذ حمام ساخن لإرخاء عضلات الرقبة، واستخدام زيت من زيوت المساج وتدليك الرقبة ومنطقة الكتفين باستخدام اليدين، وتطبيق ضغط خفيف أثناء التدليك وبحركات دائرية، اضافة الى علاج الدوخة في حال حدوثها لمدة زمنية قصيرة، ثم المعالجة الفيزيائية وكذلك الاجهزة المثبتة لساعات قليلة خلال النهار"، اما بعض الحالات، ومع ازدياد المرض، فتتطلب احيانا العملية الجراحية".
وختم قائلا:" أهم العلاجات القاسية هي التوقف عن استخدام الهواتف الخليوية المحمولة، وهذا العلاج شبه مستحيل بسبب الادمان على استخدامها وكونها اصبحت جزءا اساسيا في حياتنا اليومية".
أمراض الديسك و تآكل مفاصل العامود الفقري