التوحد "Autism" أو الفصم الذاتي هو خلل سلوكي واضطراب في التطور النفسي والعصبي، وهو يشمل مجموعة واسعة ومتنوعة من العوارض يظهر معظمها عادة قبل ان يبلغ الطفل الثالثة من عمره.
ويؤثر هذا الاضطراب على التطور في مجالات أساسية تتمثل في التفاعل والتواصل الاجتماعي، حيث
لا يستطيع طفل التوحد تفسير الحالات الانفعالية لدى الآخرين، فيفشلون في إدراك الغضب أو الحزن عندهم.
هذا إلى جانب وجود تأخر واضح في اكتساب اللغة، وكثيرا ما يترافق التوحد مع اضطرابات أخرى: "صرع- تأخر ذهني- حركة مفرطة- ضعف في التركيز".
وزادت معدلات انتشار هذا المرض في جميع أنحاء العالم،وهو يصيب كافة الشرائح الاجتماعية،ويقدر انتشاره بنسبة 1% كما يبدو أنه يصيب الذكور اربع اضعاف اكثر من الإناث.
وقد قام فريق من الأطباء الأميركيين مؤخرا بتطبيق طرق حديثة في مجال العلاج لمعرفة أسباب هذا الاضطراب، توصلوا من خلالها إلى دور واضح للعامل الوراثي المتمثل في الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بالتوحد وهم أكثر عرضة من سواهم للإصابة بهذا الاضطراب، كما أن الأطفال المصابون ببعض الأمراض والاضطرابات الجينية والصبغية المعروفة هم عرضة أكثر من سواهم للإصابة بالمرض.
كما توصلوا إلى أن بعض العوامل لها دور في ظهور المرض:" العمر المتقدم- إنخفاض الوزن عند الولادة- تعرض الجنين لدواءValproateخلال فترة الحمل.
أما العلاج فقد توصل الأطباء إلى نتائج فعالة اعتمدت على تغيير الظروف المحيطة بالطفل وابتكار نظام حياة جديد له يرتبط بتغيير معاملة المحيطين به وعدم التعامل معه على أساس أن لديه تخلف ذهني، فالطفل المصاب هو فاقد للقدرة على التواصل فإن ساعده المحيطين به على الخروج من عزلته فسوف يشفى ويتجاوز تلك الحالة من الاضطراب.
كما ركز الاطباء على دور وأهمية الاكتشاف المبكر الذي هو مفتاح العلاج الناجح في نظرهم،لهذا على الوالدين اللذين يلاحظان أي سلوك غير طبيعي لطفلهما، عزلة عن الآخرين في اللعب، وتجنب التواصل بالعين، وترديد كلمات أو عبارات، وعدم الرد على اسمه، واللجوء فورا إلى مركز للتشخيص لضمان فعالية العلاج.