الأربعاء 21 ذو الحجة 1443 هـ - الاربعاء 20 يوليو 2022 م 05:30:20 PM
محمد داوود - جدة
دعا أستاذ واستشاري طب الأطفال وغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز، بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، إلى ضرورة تشخيص وعلاج الأطفال الذين يعانون من قصر القامة، مبينًا أنه من الصعب اتخاذ أي إجراء لعلاج الأطفال قصارالقامة الذين بلغوا سن 16 عاما فما فوق ، ويرجع سبب ذلك إلى انغلاق العظم أومشارفة الانغلاق، إذ تقل أو تنعدم فرصة العلاج، ناصحًا أولياء الأمور إلى عدم تجاهل تشخيص أطفالهم وعلاجهم في سن مبكرة، فكلما كان التدخل العلاجي مبكراً كانت النتائج أفضل وأجدى.
وقال إن قصر القامة هو أن يكون الطول أقل من 3% من منحنى الطول الطبيعي للطفل أو الطفلة عندما يرسم هذا الطول على الرسومات البيانية العالمية للنمو الخاصة لنفس الجنس والعمر والبلد، كما أن قصر القامة مشكلة شائعة عالميا ويقدر حدوثها بنسبة خمسة أطفال لكل 100 طفل.
ولفت إلى أن هناك أسبابا لقصر القامة، منها عوامل مرضية وتتمثل في:
أولا: نقص الإفراز في هرمون النمو، حيث يفرز هرمون النمو من الغدة النخامية الموجودة في وسط الدماغ، ويحتاج الإنسان الطبيعي من أجل النمو الطبيعي لسلامة إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية، وتقدر حالات نقص هرمون النمو إلى حالة لكل 5000 حالة قصر قامة، ونقص هرمون النمو ليس من الأسباب الشائعة لهذا المرض، ولكنها من الأشياء الأساسية التي لابد التأكد من عدم وجودها لكل طفل يعاني من قصر القامة.
ثانيا: نقص هرمون الغدة الدرقية، فالغدة الدرقية موجودة في الجهة الأمامية من العنق أمام القصبة الهوائية، وهذه الغدة مسئولة عن إفراز هرمونا الغدة الدرقية T4 وT3، وهما هرمونا الثيروكسين والثيرونين وهما مسؤولان على عدة وظائف للجسم من أهمها النشاط والحيوية وكذلك النمو الطبيعي.
ثالثا: زيادة إفراز الغدة الكظرية الفوق كلوية، فإذا زاد إفراز هرمون الكورتيزون أوكان الطفل يعاني من أمراض تستوجب العلاج بمركبات الكورتيزون. جميع مستحضرات الكورتيزون لها تأثير سلبي فهي تؤدي إلى السمنة وقصر القامة.
رابعا: العامل النفسي، فللتأثيرات النفسية انعكاسات سلبية مؤثرة على طول الطفل.
العديد من الأطفال يعانون من تأخرهم الطولي لا يكون وراء هذا التأخر سوى عوامل نفسية متراكمة قد يكون سببها داخل المنزل أو خارجه كالمدرسة أو غير ذلك من أنواع الحرمان العاطفي والنفسي.
خامسا: قلة الوزن عند الولادة، فوزن الطفل الطبيعي عن الولادة هو 4.0-2.5 كيلو جرام عند إتمام الحمل تسعة أشهر، والأطفال الذين تكون أوزانهم أقل من 2.5 كجم غالبا ما يعوضون نقص النمو الذي حدث لهم خلال فترة الحمل في العامين الأولين من عمرهم لكم 20 % من هذه الشريحة لا يعوضون النقص الذي حدث لهم خلال فترة الحمل.
سادسا: أمراض العظم الخلقية، حيث أن هناك بعض الأمراض الوراثية التي قد تؤدي إلى خلل في نمو عظام الطفل، وذلك بسبب نقص الغضاريف الموجودة في نهاية العظم وهذا السبب من أهم أسباب القزامة عند الأطفال.
سابعا: سوء التغذية فنقص التغذية يعتبر من أكثر المشكلات شيوعا في العالم، حيث يتعرض العديد من أطفال العالم لنقص النمو بسوء التغذية واضطراب التمثيل الغذائي داخل الجسم.
ثامنا: اعتلال في الكروموسومات (الأمشاج) أو بسبب وجود متلازمات مرضية.
تاسعا: عوامل غير مرضية بسبب التأخر الفسيولوجي للنمو والبلوغ، وهذا الأمر شائع ويكون سببه تأخر في إفراز الهرمونات من الغدة النخامية بأسباب فسيولوجية وليس بأسباب عضوية.
عاشرًا : هو قصر القامة العائلي الوراثي، وهنا يكون أحد الوالدين أو كلاهما قصيرا بالأصل، إذ أن للطول مورثات تنتقل من الوالدين، وفي هذه الحالة يكون الطفل بحالة صحية جيدة ووزنه متناسب مع طوله بشكل جيد والعمر العظمي مساو للعمر الزمني ولا يشكو من أمراض مزمنة ويكون الطفل بحيوية جيدة غير أنه يبقى قصيرا لأسباب وراثية.
وتابع أنه من الأخطاء التي تجعل بعض الآباء يترددون في علاج أبنائهم قصار القامة التداعيات المغلوطة الي يتم ترويجها سواء من قبل أشخاص بشكل مباشر أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي حول تأثير هرمون النمو على صحتهم، والحقيقة أن كل تلك التداعيات لا أساس لها من الصحة، فإذا نظرنا إلى أساس المشكلة نجد أن وعن الأعراض والعلامـات لنقص هرمون النمو فأنه عادة يكون نمو الطفل وحجمه طبيعيين عند الولادة، ويستمر نموه طبيعياً خلال السنة الأولى من العمر، ثم يستمر نموه بعد ذلك ولكن بمعدل بطيء جداً، يكون تناسب عظام الجسم طبيعياً وتكون ملامح
الوجه طفولية وغير ناضجة والتكوين العضلي ضعيفاً والصوت رفيعاً والجسم يميل إلى السمنة، كذلك غالباً يكون هناك تأخر في ظهور الأسنان، وكذلك تأخر في نضوج العظام، ويقل العمر العظمي عن العمر الحقيقي، وهؤلاء الأطفال يكونون أذكياء وتكون وظيفة ونضوج أعضائهم الجسمية طبيعية.
وأضاف أن هناك 6 عوامل مؤثرة في النمو الطبيعي عند الأطفال، تتمثل في ما يلي:
أولاً: العديد من العوامل تتحكم في النمو الطبيعي، ومنها: الوراثة، الغذاء الصحي، النوم المبكر، ممارسة الرياضة، سلامة الصحة من الأمراض المزمنة، العوامل الهرمونية، العوامل النفسية والاجتماعية، وتوقيت البلوغ (هل كان طبيعياً، مبكراً، متأخراً).
ثانياً: هرمونا النمو والغدة الدرقية يلعبان دورا رئيسياً في النمو خلال سنوات الطفولة، وليس لهما دور في نمو الجنين داخل الرحم، بينما مركب العامل المشابه لهرمون الإنسولين رقم (2) وهرمون الإنسولين لهما دور رئيسي في نمو الجنين داخل الرحم.
ثالثًا: النوم المبكر والعميق يزيد من إفراز هرمون النمو، وهو مهم للأطفال واليافعين؛ لأنّه يُحسّن من طولهم، وبنيتهم الجسدية، ووظائف أعضائهم، ويبدو أن تأخر النوم يربك إفرازه ليلاً، لذلك خلق الله النوم؛ حتى يتفرّغ الجسم لترميم ما تلف من الخلايا، إذ يساعد النوم الكافي والعميق والمبكر أنسجة الجسم على النمو بشكل صحيح.
رابعاً: الغذاء الصحي المحتوي على منتجات الحليب والألبان، والفواكه والخضروات، والألياف، واللحوم والأسماك، والبيض، كلها عوامل تساعد على النمو.
خامساً: الحركة والنشاط البدني لهما دوران كبيران في تحفيز هرمون النمو الطبيعي في عمله على سائر الأنسجة والخلايا، ويفضل ألّا يقل عن 30 دقيقة يومياً.
سادساً: الهرمونات الجنسية لها دور مهم في ذروة النمو (الفزّة) خلال سنوات البلوغ.
وخلص البروفيسور الأغا إلى القول "علاج قصر القامة يعتمد على معرفة السبب، فإن
كان السبب وراثياً أو عائلياً فقد يصعب التدخل الطبي لحل هذه المشكلة ويقتصر
العلاج على المتابعة، أما إن كان السبب عضوياً فعلاجها يكون بعلاج العضو المصاب
كعلاج أمراض الجهاز الهضمي أو الكبد أو غيرهما، أما إذا كان السبب هو نقص أواضطراب في إفراز أحد الهرمونات فيكون العلاج بتعويض الطفل بالهرمون المفقود.