2011-07-06 06:20:00
تحقيق - جهاد عواد
تعد فترة ما قبل دخول المدرسة فترة هامة فى حياة الطفل وفى تكوين شخصيته واعداده نفسيا وعقليا وجسديا , وللأسف يتعامل معظم الأمهات فى هذة المرحلة العمرية مع الطفل باهمال بتركه أمام أفلام الكارتون ليلا ونهارا لتجنب شغبه دون انتقاء أوالالتفات الى نوعية
85% من الأطفال يصابون بآلام فى العظام بسبب الجلوس
الأفلام التى يشاهدها الطفل مع الجهل بسلبية هذة الأفلام على نفسية وشخصية وعقل ونمو أطفالنا, حيث أثبتت الاحصائيات أن 72.5%من الأطفال ينامون وأخر عهدهم هو أفلام الكارتون ,و60% من الأطفال يجلسون جلسات خاطئة أمام التلفاز و85% من الأطفال يصابون بآلام فى العظام بسبب الجلوس فترات طويلة أمام شاشات التلفاز , ونظرالأهمية فترة ماقبل المدرسة وخطر أفلام الكارتون على نفسية الطفل وحول هذا الموضوع تقول دكتورة إيمان القماح أستاذ علم النفس ورئيس قسم علم النفس بجامعة عين شمس عن أساليب التنشئة السليمة التي يجب أن يتلقاها الطفل فى مراحل عمره الأولى التى تتمثل فى غرس القيم والأخلاقيات والسلوكيات المحمودة مثل الصدق والأمانة والتعاون وامداد الطفل بأفكار واقعية مأخوذة من المجتمع مما يساعده على الاندماج فى المجتمع بسهولة والتعايش مع الآخرين دون مشاكل نفسية .
أين الأمهات
وتضيف أنه يجب الاهتمام بأطفالنا قبل الوقوع فى دائرة ادمان أفلام الكارتون والتأثر السلبى بها , مشيرة إلى أن ذلك يتم بمتابعة الأمهات للطفل ومايشاهده من أفلام وضرورة التحاور معه فيما يشاهده بحيث اذا مرت فقرة خيالية على عين الطفل سرعان ماتقوم الأم بتصحيح المفهوم للطفل حتى لا يتأثر فكره ونفسيته.
مرض نفسي
وتشير دكتورة إيمان القماح إلى مجموعة من البدائل التي يجب أن نقدمها للطفل لكى يقلل عدد ساعات مشاهدة أفلام الكارتون وهى تتمثل فى قراءة القصص للطفل وهذة أداة بالغة الأهمية لأنها تساعد الطفل على التخيل والنشاط العقلى والتفاعل النفسى ويستمد منها مفردات جديدة وأفكار جديدة بالاضافة الى ألعاب الذكاء المناسبة لعمر الطفل التى يبذل فيها مجهود عقلى مما يساعده على تنمية قدراته العقلية , وممارسة الرياضة والموسيقى التى تجعله يتخلى عن الخجل وينخرط فى المجتمع بايجابية ويتعلم قوانين الحياة والضوابط والسلوك الصحيح ,وكل ذلك لتجنب غرق الطفل فى مشاهدة أفلام الكارتون بافراط
وتحذر دكتورة إيمان القماح من أن معظم المراهقين الذين قاموا بأعمال اجرامية مثل القتل والسرقه والاغتصاب يرجع السبب النفسى فى أفعالهم الى ما شاهدوه فى طفولاتهم من أفلام غير واقعية وعنيفة مما أدى الى اصابتهم باضطرابات نفسية فى مرحلة الطفولة وتطورت معهم مما أدى الى الخلل فى تكوين شخصيتهم .
وتقول أنه لكي نقر بأن الطفل أصيب بمرض نفسى نتيجة أفلام الكارتون فلابد من أن يظهر عليه أعراض مثل البكاء الشديد والصراخ عند اغلاق شاشة التلفاز وتقليد الطفل الى ماشاهده من أعمال عنف شديدة , وهنا لابد من زيارة الطفل للطبيب النفسى لتلقى العلاج .
لاأمان ولا هدوء
ومن ناحية أخرى تقول الدكتورة سامية عزيز أستاذ الصحة العقلية للطفل بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس أن انشغال الأم فى هذا الزمن بالوظيفه والبحث عن المال زاد من اهمال الأم للطفل بتركة أمام التلفاز, وللأسف الكثير من الأمهات يعتقدن أنهن بتركهن للطفل أمام أفلام الكارتون أو التلفاز بصفة عامة يجعلون الطفل فى أمان وهدوء, وأنه سيستفاد ويستمتع بما يشاهده , ولكن الحقيقة أن جلوس الطفل أمام أفلام الكارتون يؤدى الى الخلل فى نمو عقله لأن الطفل هنا يكون متلقى سلبى بمعنى أنه فى حالة توقف عقلى ويتلقى المعلومة من أفلام الكارتون بسهولة دون نشاط عقلى , وما يأتى بسهولة يضيع بسهولة .
وتؤكد أنه لابد من أن نضع الطفل فى حالة تحدى للحصول على المعلومة لكى ينشط عقله ويتطور فكره,مشيرة إلى أن معظم أفلام الكارتون التى أدخلها الغرب لنا هى نوعية غير واقعية وبعيدة كل البعد عن المواقف الواقعية فى حياتنا وفاقدة للقيم الانسانية, حيث نجد معظم الأفلام بها قوة خارقة وصراعات وعنف وبالتالى سيقوم الطفل بتقليد الشخصيات الكارتونية التى شاهدها مثل بات مان وسوبر مان لأنهم يمثلون فى نظره المثل الأعلى والقدوة, وللأسف يشعر الطفل بأنه غير قادر على تقليدهم فيصاب بالفشل والاحباط أو يصر على تقليدهم فيستعمل العنف, وهنا يكون الطفل معرض للخطر والموت لانه قد يطير أو يقفز من نافذة البيت آملا فى أن يكون مماثلا للشخصيات الخيالية التى يراها فى أفلام الكارتون ويستمد منها المعلومة دون الوعى بنتيجة ما يفعله.
اضطرابات المسلك
وتضيف دكتورة سامية عزيز أستاذ الصحة العقلية للطفل أنه إذا استمر الطفل فى مشاهدة هذة الأفلام بكثرة سيصاب بمرض يسمى (اضطرابات المسلك ) وهذا المرض يتمثل فى الكذب ويتطور الى السرقة واشعال الحرائق كنوع من التخريب وهنا لابد وأن يذهب الطفل للعلاج النفسى عند الطبيب المختص.
وتؤكد دكتورة سامية عزيز أن عدد الساعات المسموح بها للطفل مشاهدة التلفاز بوجه عام هى ثلاث ساعات يوميا حتى نتجنب هذة الأضرار, حيث اثبتت احصائية أنه اذا ارتفع معدل ساعات مشاهدة الطفل لأفلام الكارتون عن أربع ساعات يوميا حتى يصل الى عمر 13 عام سيبلغ عدد مشاهد العنف التى مرت على عين الطفل الى 100.000مشهد , وتروى لنا(" غادة عبد السلام" أحد الأمهات قصة مآساتها مع طفلها نتيجة الافراط فى أفلام الكارتون وتقول أن طفلها كان يفارق أفلام الكارتون بالصراخ الحاد والبكاء دون توقف لدرجة أنه كان يرفض الذهاب للمدرسة حتى أن لجأت الى الطبيب النفسى للعلاج ,وتروى " فاطمة منصور "أن ابنها أصيب باضطرابات نفسية شديدة نتيجة الافراط فى مشاهدة أفلام الكارتون وأصبح خيالى لدرجة أنه بدأ يكذب ويتعامل مع المحيطين به بعنف شديد وأثناء النوم يعانى من خوف وفزع وأرق بالاضافة الى أضرار جسدية مثل الآم العظام نتيجة طيلة الجلوس أمام شاشات التلفاز, واستمر فى ذلك حتى أن لجأت الى الطبيب النفسى وأكد لها أن هذه الأعراض بسبب أفلام الكارتون ) وبعد أن علمنا الأضرار النفسية والعقلية لأفلام الكارتون على الطفل,
وقفة
وتتهم دكتورة إيمان القماح ودكتورة سامية عزيز أستاذ الصحة العقلية للطفل الإعلام المصري بالتقصير فى انتاج أفلام كارتون ناطقة بالمصرية وهادفة, مناشدين بضرورة تدخل الخبراء النفسيين فى الاشراف على المادة التى يحتويها فيلم الكارتون ويتم الموافقه عليها.